وزارة الإرهاب - اميمة الخميس

  • 11/29/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

73 فرداً هو عدد المتورطين في جريمة الدالوة بحسب إعلان وزارة الداخلية الأخير؟! والرقم بالتأكيد ليس بسيطاً، إذا وضعنا في الاعتبار أن المتورطين بالمواجهة المسلحة هم فقط ما يظهر على وجه الأرض بينما الجذور شبكة تحتية كثيفة ومتشابكة سواء من حملة الأفكار أو المسوغين والصامتين (ولم آمر به ولم يسؤني) وقبل كل هذا البيئة الحاضنة والمستحثة. جميع هذا يجعلنا نستشعر خطر الدخول في حرب مفتوحة وبعيدة المدى ومستنزفة مع تلك الجماعات بشكل يهدد الأمن والاستقرار الوطني، لاسيما أنهم يستمدون شرعيتهم من إرث ثقافي داخلي ما برحوا ينبشون القبور عنه ويستدنونه إلى الواجهة. لن نعيد تكرار لعبة بوصلة أصابع الاتهام ونحركها بين الجهات المسؤولة، كما نفعل عادة بعد كل حادثة عنف، بحيث تتم عملية تفريغ القلق الشعبي بصورة مؤقتة، حتى تهدأ الأمور، قبل أن تبدأ الدورة الانتاجية دورتها المعتادة، لاسيما أن المصنع ما برح يعمل ضمن طاقته الانتاجية القصوى. المواجهة الوطنية مع العنف الديني إلى الآن لم تطرح الأسئلة الجوهرية الكبرى المتعلقة بقضايا الإرهاب، فهي قد ترد بشكل غامض في سياق عام بشكل موارب، أو أنها يشار لها عبر التلميح في بعض الطروحات الإعلامية، ولكنها لم تتحول مادة للنقاش الوطني الصريح والمباشر في منعطف تاريخي مليء بالتحديات سواء على المستوى المحلي أو في محيطنا الإقليمي. كقضية مكافحة الفساد عبر سلطة قضائية مستقلة مع رفع فاعلية المحاسبية والشفافية، أو تحديد صلاحيات وأدوار المؤسسات الدينية المتعددة التي تتقاطع أدوارها بين بعضها البعض، بشكل يقلص جودة مخرجاتها النوعية مما يحتم إعادة هيكلتها وإدراجها جميعاً تحت مظلة وزارة العدل. أيضا إلى الآن لم تفسح الفرصة للآداب والفنون أن تؤدي دورها الطبيعي في حياة الشعوب، لتسهم في تكييف الوعي، وإعادة ترتيب الخرائط الإدراكية. عشرون عاماً من المواجهة ولا يوجد إلى الآن استراتيجية وطنية كبرى تتبنى مواجهة الإرهاب، تحت مظلة هيئة أو حتى وزارة.. ولاسيما الشق الذي يكمن في عالم الأفكار، والذي يحتاج من أجل تفكيك خطاب العنف الإقصائي داخله إلى سنوات عديدة وجهود وطنية مخلصة. ولو تتبعنا ظاهرة الإرهاب على أبسط المستويات اللغوية، والتي تبرز الكامن والمضمر في لا وعينا فإننا سنفاجأ أن اللغة الرسمية التي تصاغ بها أخبار حوادث العنف ملتبسة!! ومترددة ما بين كلمة ضحايا أو شهداء. وفي النهاية سأعود لأكرر أنه في ظل غياب إستراتيجية كبرى لمواجهة الإرهاب، ووزارة تفعل تلك الاستراتيجية وتنقلها لطورها التنفيذي بالتعاون مع جميع الجهات الرسمية والحكومية المعنية، سنظل في حالة مواجهة طويلة ومستنزفة. لمراسلة الكاتب: oalkhamis@alriyadh.net

مشاركة :