في مثل هذا اليوم 15 سبتمبر من عام 1890، ولدت الروائية والأديبة الإنجليزية أجاثا كريستي، التي تعد واحدة من أكثر روائيي الجريمة وكتُاب المسرح نجاحا في القرن العشرين، فحياة الخجل التي كانت تعيشها أجاثا كريستي قادتها إلى عالم من الخيال، وذلك بالفعل ساعدها كثيرا على استحضار شخصيات كثيرة، بما في ذلك رجال المباحث، مثل هرقل بوارو والآنسة ماربل. تاريخ أجاثا كريستي مليء بالمفاجآت، فهي لم تكتب فقط الروايات البوليسية التي وصل عددها إلى 82 رواية، بل إنها كتبت أيضا العديد من السير الذاتية، كما أنها كتبت ست روايات رومانسية تحت اسم مستعار، وقد أطلقت على نفسها اسم «ماري ويستماكوت». كتبت أجاثا كريستي أيضا 19 مسرحية بما فيها مسرحية «المصيدة» التي عرفت في لندن بأنها أطول مسرحية في ذلك الوقت. أجاثا كريستي، الكاتبة الإنجليزية الشهيرة التي عرُفت بـ«ملكة الجريمة»، جاءت أعمالها في المرتبة الثالثة بعد أعمال وليام شكسبير والإنجيل من حيث عدد الكتب والمنشورات المترجمة لها، فقد ترجمت أعمالها إلى 103 لغات مختلفة، ونشرت كتب أجاثا كريستي على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. اسمها الحقيقي هو أجاثا ماري كلاريسا ميلر ابنة فريدريك ميلر وكلارا ميلر، ولدت في بلدة تدعى توركي بإنجلترا. كان والدها فريدريك ميلر أحد الأثرياء، وكان يعمل في سوق الأوراق المالية الأمريكي، وكانوا يعيشون في قصر ضخم مليء بالخدم، وكان لها اثنان من الإخوة وهما: مارغريت ومونتي. نشأت أجاثا كريستي في طبقة متوسطة في جنوب غرب انجلترا، و أمضت أيام طفولتها في بيئة سعيدة وأحاط بها بعض النساء الأقوياء والمستقلات، كانت والدة أجاثا كريستي تعلم مدى أهمية التعليم ولذلك فإنها شجعت أجاثا كثيرا على تلقي تعليمها في المنزل، كما أنها تعلمت العزف على البيانو والعزف على آلة الماندولين. توفي والد أجاثا كريستي في عام 1901، إثر أزمة قلبية تعرض لها بسبب أزمة مالية نتجت عن سوء الاستثمارات فكانت السبب في وفاته، وكانت أجاثا كريستي وقتها في سن الثانية عشرة، تعيش مع والدتها، ولم يترك والدها حين وفاته ما يعينهم على المعيشة، ولم تكن أجاثا وعائلتها حينئذ مستعدين ماليًا، ما اضطر الأم وقتها للاستغناء عن الخدم، وانضم أخوها مونتي إلى الجيش، وتزوجت أختها مارغريت وذهبت أجاثا إلى مدرسة موجودة في توركاي.