بحسب خبراء في الاقتصاد، فإننا كلما كسبنا أموالاً أكثر مال نمط حياتنا إلى التغيير، وقد يرتفع معدل إنفاقنا أيضاً. لكن، في المقابل، يمكننا من خلال العمل الجاد توفير مدخرات كبيرة، باتباع نمط حياة منخفض التكاليف. من هنا تأتي أهمية التخطيط المالي لغرض التقاعد في سن مبكرة، وهذا يعني أنه في استطاعة أي شخص المحافظة على نموذج ونمط ثابت في الحياة، من خلال حصر الإنفاق في الضرورات لغرض التمتع بالأموال المتاحة فيما بعد أو الاستمتاع بخصائص شراء منزل مقابل التأجير الذي يوفر له في نهاية المطاف الأموال النقدية الشهرية اللازمة للتقاعد المبكر، من دون الحاجة إلى التراجع عن أحلام أو خطط مستقبلية معينة. هذا الكلام، قد يبدو غير واقعي وبالتالي غير قابل للتطبيق وربما يدعو إلى الضحك، خاصة إذا كان الشخص الذي يطالعه لا يمتلك عملاً ثابتاً وربما كان عاطلاً عن العمل، ومعه، قد يصبح أمر التقاعد المبكر حلماً مستحيلاً للعديد من الناس. ببساطة، يقول خبراء الاقتصاد، لأنهم لم يخططوا لذلك في وقت مبكر بما فيه الكفاية. أما السيد كين، فيرى الأمر من زاوية مختلفة إذ يقول “يعتقد البعض أن الحياة العصرية تجعل الناس يفكرون في حاجتهم إلى اقتناء أحدث هاتف نقّال وأحدث سيارة، لكن الواقع ليس كذلك”. نجح هذا الرجل البريطاني في تحقيق أغلب أحلامه في مدة زمنية قصيرة، مع القليل من الصبر والحكمة. كل ما هنالك، أنه قرر في صباح ما قبل أكثر من 10 أعوام أن يغير نمط حياته، ليصبح واحداً من آلاف “المدخرين الأذكياء” في بريطانيا كما تصفهم المجلات المتخصصة، الذين يوفرون أكثر من نصف دخلهم ويفكرون أكثر من مرة لإنفاق قرش “بنس واحد” في سلعة قد يجدونها غير ضرورية. يعمل السيد كين محاسباً وهو يوفر نصف دخله منذ العام 2006، حيث يتقاضى أجراً متوسطاً يستطيع أن يعيش إذا ما أنفقه بغير حساب، حياة مرفهة وباذخة إلى أقصى حد. لكنه، خطط ليتقاعد من العمل مبكراً وأن يحصل على منزل لأسرته يسدد ثمنه في أقصر مدة ممكنة، ليضمن لأبنائه الاثنين وزوجته حياة مستقرة من دون هموم. اختار كين العيش في منزل يقع في منطقة متواضعة، حتى يستطيع سداد أقساطه الشهرية ولا يحمّله أعباء مادية لسنوات طويلة، كما تضمنت قائمة تسوقه الأسبوعية الاستغناء عن كل ما قد يثقلها من أطعمة مثل اللحوم الحمراء، وهي أفضل طريقة لخفض قيمة فاتورة الشراء من السوبر ماركت، الذي اختاره بعناية أيضا، وهو محل مواد غذائية مشهور يقدم لزبائنه أسعاراً تنافسية. ولهذا يخرج المحاسب الذكي مع زوجته للتسوق كل أسبوع بسلّة غذائية متنوعة وغنية أيضاً، لا تزيد كلفتها عن 50 جنيهاً استرلينياً! من ضمن أهم القواعد الذهبية التي يتبعها الرجل الذي بلغ الـ34 من عمره، الاستغناء عن جميع الأجهزة الإلكترونية حيث لا يتوفر في منزله الجميل أي من كماليات التقنية الحديثة ولا ألعاب الفيديو التي تستنزف ميزانية الأسرة العصرية، لكنه بالطبع يحتفظ بجهاز تلفزيون جيد لا يكلفه سوى فاتورة اشتراك صغيرة. مع ذلك، فإن التقاعد المبكر لا يعني التوقف كلياً عن العمل، إذ من الشائع أن يترك الناس الوظيفة التي تتطلب دواماً كاملاً، والإبقاء على عمل تجاري صغير، أو العمل بدوام جزئي في مجال يحبونه للحصول على دخل إضافي.
مشاركة :