كثير هذا الوطن علينا - د. مطلق سعود المطيري

  • 9/21/2013
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

للوطن عاطفه تعشق وتكره وتقترب وتبتعد... لا يعرف عبقرية وإبداع هذه العاطفه الجميلة والراقية إلا مواطن يعرف قيمة التضحية للوطن، فهل أخطأ الشعراء الذين جعلوا الوطن في قصائدههم معشوقةً يطلب ودها وتعذب عشاقها حين تسحب ثوب الخيلاء وتمشي بغنج، تبتسم للبعض وتصد البعض والكل في حبها متيم، آه إنه الشعر وأعذب الشعر أكذبه! لو كان الوطن معشوقةً كيف تكون للكل بدون أن يحترق من غرامها الكل؟ الوطن فارس وعاشق وشاعر وحكيم، يحب بفروسية ويكره بفروسية وعطاءه ضالة المؤمن متى ما وجدها المواطن هو أحق بها - هو فخر نتشرف بالانتماء له بشرط ان نكون جزءاً أصيلاً من هذا الفخر وليس عاراً عليه. كل القلوب في هوى الوطن واحد ولكن هو من يحب؟ هو لا يحب عشاق المناصب ولكنه يحب من يصنع فخر المناصب بالعطاء والأمانة: فلنصف أصحاب الكراسي أمامه اليوم ليختار من بينهم حبيباً له بكل تأكيد سوف يختار من بينهم ولكن ليس جميعهم، من عرفت يده الأخذ ولم تعرف العطاء فهو في قلب الوطن لا يساوي قيمة الكرسي الذي يجلس عليه. الصياد الذي يرمي شبكة صيده في البحر الأحمر أو الخليج ويطلب الرزق وإن عادت إليه خالية حمد الله على نعمة أمن الوطن فذاك هو حبيب الوطن وراعي الأغنام الذي أصبح غذاء اغنامه أغلى من غذائه ويقابل هذا الفارق المأساوي برضىا وشكر لله على نعمة الأمن في الوطن فذاك هو حبيب الوطن. الوطن ليس وظيفة أو مناقصة يفرح الإنسان إذا ارتقى في مراتبها أو كسب منافستها: هو ارتقاء ومنافسة بالعطاء وليس بالأخذ... في عيدك ياعاشق البسطاء والمخلصين يفرح أهل التضحيات والعطاءات الذين لا شبيه لهم إلا ترابك الذي يجمع القداسة والخير، كل عام والوطن وهل التضحيات بخير.

مشاركة :