ولد الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم 8 أكتوبر، في 15 يوليو عام 1930، في مدينة بيار الجزائرية، وهو الثالث بين أطفال الأسرة الخمسة، والداه هما هايم بوسبير تشارلز دريدا وجورجيت سلطانة إيستر سفر.وتعود أصولهما إلى يهود السفرديم، وقد حُرم دريدا من المدرسة الثانوية منذ يومه الأول فيها، بعد أن انتهجت سلطات فيشي الفرنسية سياساتٍ معاديةٍ للسامية، فتجنب الذهاب إلى المدرسة عوضًا عن ذلك، وخاض العديد من منافسات كرة القدم، فقد كان حلمه احتراف كرة القدم.وجد دريدا في أعمال فلاسفة مثل روسو ونيتشه وغيد عزاءً لعدم ذهابه إلى المدرسة. وحصل على شهادة الماجستير في الفلسفة، إثرها حصل على منحةٍ دراسيةٍ للدراسة لمدة عام في هارفارد.استهل دريدا حياته المهنية كمدرس للغتين الفرنسية والإنجليزية لأطفال الجنود بين عامي 1957 و1959، بدل الخدمة الإلزامية. قبل أن يعيَّن في اليوم التالي أستاذًا للفلسفة في جامعة السوربون، حيث عمل مساعدًا لسوزان باكيلارد، وباشر بعدها التعليم في المدرسة العليا الطبيعية وذلك عام 1964، واستمر في هذا العمل عشرين عامًا.أصبح بعد ذلك على صلة بعدد من المثقفين والفلاسفة النظريين الذين شكلوا ما يُعرف بـ"Tel Quel"، أي دون تغيير، وكان ذلك في يوم 21 أكتوبر 1966، حيث قدم محاضرة في جامعة جون هوبكنز حملت عنوان "البنية والإشارة واللعب في خطاب العلوم الإنسانية"، وكانت هذه المحاضرة بداية انطلاقه إلى العالمية.طبع في عام 1967 ثلاثة نسخ من كتاب "الكتابة والاختلاف"، في العام نفسه أصدر مقال "الخطاب والظاهرة"، بالإضافة إلى مقالاتٍ أخرى في نظرية الإشارات لهوسرل، وأشهر أعماله "في علم الكتابة"، وأصدر بعدها عددًا من الأعمال الهامة مثل "قرع الناقوس" عام 1974، وخارطة الطريق من سقراط إلى فرويد وغيرهم" وذلك عام 1980، وفي هذه الأثناء كان أحد أفراد المجموعة الموقعة على الطلب المناهض لسن قوانين الموافقة.أصيب دريدا بسرطان البنكرياس قبل وفاته في 9 أكتوبر عام 2004.
مشاركة :