جديد الباحثة العراقية مريم بن رعد المتخصصة في العلوم السياسية كتاب بعنوان “جهاد: من الأصول الدينية إلى الأيديولوجيا”، بينت فيه أن عبارة “جهاد” دخلت الخطاب العام منذ أحداث 11 سبتمبر، بشكل كاريكاتيري في الغالب، أفقدها معناها الأصلي، إذ صارت تحيل في المخيال الجمعي على مقاتلين مسلمين متشددين يهددون المجتمعات الغربية، وهي رؤية يشترك فيها الأيديولوجيون الجهاديون أنفسهم، أولئك الذين يعتبرون معركتهم ركنا دينيا حقيقيا وتأكيدا هوويّا مطلقا. وفي رأيها أن استقطاب الإدراك هذا أدى إلى جدل حام بين معادي الإسلام والمدافعين عنه، بعيد كل البعد عن وقائع التاريخ وأصوله. فأي معنى نطلقه على الجهاد حسب المراحل؟ أي رابط بين الجهاد والجهادية؟ من هم الجهاديون؟ ما هي قضايا معركتهم؟ ما هي مختلف حركاتهم؟ ما الذي يوحدهم على الصعيد الأيديولوجي؟ فيم يختلفون؟ ذلك ما يحرص الكتاب على الإجابة عنه، بهدف تحطيم عدة كليشيهات وأحكام مسبقة على خلفية رهان جوهرية لمرحلتنا. أي معنى نطلقه على الجهاد حسب المراحلأي معنى نطلقه على الجهاد حسب المراحل العمليات الانتحارية من وجهة نظر أخلاقية “عمليات انتحارية” كتاب جديد للأنثروبولوجي الأميركي طلال أسد، يتساءل فيه عن سبب اعتبار المجتمعات الغربية تلك العمليات شرا مطلقا والحال أن عدة حروب شهدت من العنف ما يفوق العمليات الإرهابية دون أن يثير ردّ الفعل نفسه، لا سيما الحروب الكولونيالية التي أباحت لنفسها التغاضي عن المواثيق والأعراف الدولية في قتالها ضد “الهمج”. هل يعزى ذلك إلى مشكلة دينية، إذ اعتاد المحللون القول إن الإرهابي ضحى بحياته من أجل قضية مقدسة، والحال أن التضحية هي مبدأ مسيحي، فيما الإسلام يتحدث عن الشهادة التي تفترض موتا غيرَ عادل، سابقا لأوانه، ولا علاقة له بفكرة قتل الآخر عن طريق قتلِ نفسه. وفي رأي طلال أسد أن ثمة مبالغة في أهمية الأيديولوجيا الدينية، لأن الجهاد لم يحتل إلا مكانة صغيرة في الفكر الإسلامي عبر التاريخ، إذ كان في ما مضى يدل على الدفاع عن الأرض الإسلامية، ولم يتخذ معنى القتال ضد المشركين إلا حديثا، فيما الموت الإرادي الفظيع إيجابي في نظر المسيحية إذا كان تعبيرا عن ندم وطلب للغفران. ثورة علوم الإدراك كل الثقافات تقر بأن كوننا مؤلف من كيانات مادية ولامادية، وأن البشر لا يشذون عن هذا التكوين الثنائي، فهم أيضا يتكونون من جسد وذهن. هذا التصور للذات الآدمية، الموروث عن تقليد فلسفي ضارب في القدم، يلعب دورا هاما في إدراك الحياة، والمجتمع، والإرادة الحرة، والألم النفساني، بمن فيها أولئك الذين يتبعون الإلحاد واللاغنوصية. إلا أن تطور العلوم المعرفية، التي تشمل علم النفس وعلوم الأعصاب والذكاء الاصطناعي والفلسفة، جدد تماما هذا التصور للعلاقة بين الذهن/المخ وبيّن أن تلك الثنائية لا أساس لها، وأننا لسنا سوى نتيجة نشاط معقد للمليارات من الخلايا العصبية. في كتابه “من الذهن إلى المخ” يحاول تييري ريبول، أستاذ علم النفس الإدراكي بجامعة أيكس مرسيليا، أن يقدم أدوات لفهم التحولات الفلسفية التي جاءت بها علوم الذهن والجدل المعاصر المنجر عنها. السياسة الخارجية الأميركية على المحكّ كشف انتخاب أوباما ثم ترامب عن فزع الأميركان وتساؤلاتهم، ومثل كلاهما رمزا لأزمة هوية وطنية وإعادة نظر في علاقة الولايات المتحدة بالعالم. فقد عكست عمليتا الاقتراع عمق تحولات بلد- من قزم دبلوماسي في بداية القرن التاسع عشر إلى قوة عظمى في نهاية القرن العشرين- صارت زعامته محل نزاع، لا سيما مع صعود الصين، رغم أن ترامب وكذلك أوباما (وقبلهما واشنطن وولسون وروزفيلت وكينيدي ونيكسون) هما نتاج تاريخ فريد للولايات المتحدة، تاريخ ثلاث عشرة مستعمرة ذات مصير جليّ عملت على غزو قارة ثم على غزو العالم خلال قرابة قرنين. في كتابها الأخير “الولايات المتحدة والعالم” حرصت مايا كندل المتخصصة في الكونغرس والسياسة الخارجية الأميركية على إبراز الصلة بين الأعمال الخارجية والتطورات الداخلية وتحليل عدد من الأساطير، من بينها الانعزالية. جريمة فظيعة اجتاحت أفريقيا السوداء ألا وهي تجارة العبيدجريمة فظيعة اجتاحت أفريقيا السوداء ألا وهي تجارة العبيد تقترح الكاتبة قراءة جديدة لتاريخ السياسة الخارجية الأميركية منذ نشأة الولايات المتحدة. جرائم الاسترقاق الملايين من البشر انتزعوا من أراضيهم وأقربائهم ليجدوا أنفسهم مغلولين، مكدسين كالحيوانات في قعر البواخر، مرغمين على قطع الغابات والصحارى مشيا على الأقدام، في ظروف لاإنسانية أودت بالكثير منهم إلى الهلاك. تلك الجريمة الفظيعة التي اجتاحت أفريقيا السوداء ألا وهي تجارة العبيد. هذه الأطروحة تقدمها المؤرخة كاترين كوكري فيدروفيتش، وهي من أهم المتخصصين في الشؤون الأفريقية وفي الاستعمار وما بعده. ، في كتاب بعنوان “طرق تجارة العبيد: تاريخ الاسترقاق الأفريقي من القرن السادس إلى القرن العشرين”، صاغته بأسلوب يجمع إلى صرامة المؤرخ صبغة تعليمية بعيدة عن إثارة الجدل، مستندة في ذلك إلى معرفتها الواسعة كمؤرخة للقارة الأفريقية، مقدمة كتابا مرجعيا يكشف عن مفاصل منظومة إجرامية بني عليها في جانب كبير عالمنا الراهن. كيف يمكن لشاعر أن ينقذ حياتك “نحن نعيش في مرحلة لا حق فيها للمرء أن يعيش إذا لم يكن كاملا. كل نقص أو ضعف أو هشاشة تبدو مستبعدة، ولكن ثمة طريقة أخرى لكي ينجو: أن يبني، مثلك، أرضا أخرى، أرضا خصبة، أرض ذلك الذي يعرف أنه هشّ… هل يوجد منهج للعيش في سعادة دائمة؟ هل يمكن تعلم حرفة العيش الشاقة يوما بعد يوم إلى حدّ يجعل منها فن الفرح اليومي؟”، تلك أسئلة عادية تشغل كل فرد دون أن تجد لها إجابة نهائية. والحال أن الحل يمكن أن يدركنا، على غير انتظار، بفضل حدث أو شخص. في كتاب “فن الهشاشة. كيف يمكن لشاعر أن ينقذ حياتك”، يروي أكبر شاعر إيطالي حديث أليسّاندرو دافينيا شغفه كقارئ وحساسيته ككاتب ليحملنا في رحلة وجودية إلى قمم الحماس ومهاوي الكآبة ومحن النضج حيث تصطدم التطلعات بالواقع، وتترك مكانها للوفاء لأنفسنا وقبول ضعفنا وهشاشتنا، وتعلم فن ترميم الحياة واكتشاف من نحن، فلعل في ذلك يوجد سرّ السعادة.
مشاركة :