من طفولته، تبدأ رحلة "شمس الدين" بطل رواية "شمسان على النيل" للكاتب السوداني عاطف الحاج سعيد نحو هويّته. تكبر روحه على غفلة من جسده العاصي، فيترك اسمه خلفه ويعبر من السودان إلى الضفّة الأخرى من النيل. هناك يصير بطل الرواية، الصادرة عن دار هاشيت أنطوان/نوفل، أنثى، اسمها «شمس». تبدأ شمس حياةً جديدة في القاهرة. تجرّب الانتظار الطويل مع زملاء اللجوء أمام أبواب المنظّمات الدولية، وتلتقي بمهمّشين آخرين يبحثون عن أحلامهم وهويّاتهم بدورهم، وينتظرون مغادرة النهر، نحو البحر. في القاهرة الشاسعة تجرب «شمس» اللقاء مع ذاكرة «شمس الدين» في أكثر من مرة. مرّة تتذكر «زوربا السوداني» أيام الجامعة، ومرّة تتذكّر رقّة الوالدة وقسوة الوالد. لكنّ الصوت الذي يرافقها دائما هو صوت مريم، الجدّة التي عاشت معها شمس أيّامها الأولى، وعاشت هي أيّامها ضحيّةً للمجتمع الأبوي، قبل أن تموت ضحيّةً للاستعمار. بيروت بين فترتين صدرت حديثاً عن سلسلة إبداعات عالمية، التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، الترجمة العربية لرواية الكاتبة الفرنسية مصرية الأصل أندريه شديد، بعنوان “بيت بلا جذور”، من ترجمة الشاعر المغربي نجيب مبارك، ومراجعة الأكاديمي منتجب صقر. رواية “بيت بلا جذور” هي الرواية الأولى لأندريه شديد عن مأساة الحرب الأهلية اللبنانية، التي تفجرت في منتصف السبعينيات واستمرت إلى العام 1990. حيث تجري أحداثها على مستويين مختلفين، وفترتين تاريخيتين متباعدتين، تحيل كل واحدة منهما على الأخرى: لبنان السعيد في 1932، ولبنان الممزق في 1975. الرواية تحكي قصة عائلية حقيقية استناداً إلى فكرة اختلاف الأجيال، تناقش من خلالها ثيمات وأسئلة جوهرية مرتبطة بالدين، والحرب، والحياة، والموت والتمرد والتسامح وغيرها، وترسم بدقة أجواء بيروت وأحوال سكانها، وبقية التفاصيل النفسية والفكرية، المؤثرة في شخوصها، خلال تلك الأيام العصيبة والمفصلية من تاريخ لبنان. تأملات في التاريخ “أنتَ تُشرق… أنتَ تُضيء” رواية لرشا عدلي، بقدر ما لها صلة بالماضي بقدر ما تُشكِّل إضافة جديدة للحاضر حيث يتحوّل البحث في تاريخ مصر القديم، واستعادة ذاكرتها، والسعي إلى البوح بأسرار أماكنها، وملامسة آثارها، وإقامة حوار معها، لتدون محكية تتوسل كل الإمكانيات التعبيرية للفن الروائي بغرض التأمل في مسارات تاريخية غامضة. من سحر الفيوم وفنون العمارة فيها وآثارها الضاربة في عمق التاريخ، ومن حضارة روما ومتاحفها العريقة تستوحي الكاتبة روايتها هذه وترسم ملامح المشهد السردي، وأبعاده، ووظيفته الأيديولوجية، من خلال حكايتين اثنتين أساسيتين تسردهما الرواية وتقارن بينهما. الحكاية الأولى تعود إلى القرن الأول بعد الميلاد، والثانية إلى أواخر القرن العشرين وصولاً إلى القرن الواحد والعشرين. وعلى هذا التباعد في الزمن الروائي فإن ثمة تقاطعاً في الأمكنة الروائية. ذلك أن شخصيات الحكايتين قد تجوب الأماكن عينها في لقاء مستحيل. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :