الفكر السعودي لدينا ان الذين يعملون الخير أو يساهمون فيه لا يحبون الظهور أو تركيز الضوء عليهم, لان طبيعتنا وثقافتنا الإسلامية العربية تزرع في داخلنا أن عمل الخير هو بين العبد وربه, وبالتأكيد هذا كلام صحيح لا غبار عليه, لكن هناك دائما خطاً بسيطاً بين السعي لطلب الشهرة وبين السعي لنيل مرضاة الله سبحانه وتعالى, وهنا تكمن الفكرة في أن التركيز على من يفعلون الخير لأهلهم ووطنهم واظهار إنجازاتهم للناس هي من مبدأ تحفيز الاخرين وشد عزيمتهم وتوجيههم نحو عمل الخير والمساهمة فيه. من هنا انطلق في حديث عن ناصر المطوع وعن جمعية المعاقين حركياً, هو رئيس مجلس ادارة الجمعية وليس الحديث عن ناصر المطوع كرجل أعمال ناجح ومتميز بل كفكر سعودي أصيل في دعم الاعمال الخيرية والمساهمة في انجاح المشاريع الخيرية, لاننا نملك في المملكة من أمثال ناصر المطوع الكثير, لكننا بكل بساطة بامكاننا أن نملك أكثر وأكثر, ولنعرف ببساطة المساهمة في الاعمال الخيرية على انه يد أخرى تضاف لمساعدة الدولة في تقديم الخدمات الى الناس ولكل محتاج, ولكن الدولة بشكل عام قد تواجه نوعاً من البطء او التأخر في الإنجاز, ودولة كدولتنا لا ينقصها التمويل المادي والحمد لله بل ينقصها ان يقف الجميع سنداً وعوناً لها في تحقيق اهدافها وازدهار شعبها, من هنا تأتي الفكرة في المساهمة في الاعمال الخيرية بشكل عام. في حفل الزواج الجماعي لأكثر من مئة معاق ومعاقة حركياً الذي رعاه صاحب السمو الملكي الامير خالد بن بندر بن عبدالعزيزأمير منطقة الرياض وحضره صاحب السمو الملكي الأميرتركي بن عبدالله بن عبدالعزيزأمير منطقة الرياض بالنيابة حفظهما الله والذي اقامته جمعية المعاقين حركيا, هذا الاحتفال يمثل خطوة بالاتجاه الصحيح وان لم يكن الاول من نوعه الذي تقيمه الجمعية وبإدارة رئيس مجلس إدارتها الا اننا نسعى الى ان يكون الاول في زرع فكرة ان عمل الخير لا يحتاج الى دعوة لمباشرته بل الى ارادة وقبل كل شيء رغبة, والرغبة بكل تأكيد كطبيعة سعودية متوفرة, أما الارادة فهي التي تحتاج الى تحفيز وتشجيع. هذا الحفل برعاية سمو الاميرونائبه وايضاً بمساهمة منهما في انجاحه حفل متميز وله أبعاد انسانية رائعة, لكن حبذا لو قمنا باضافة أفكار جديدة ومتنوعة تخدم نفس القضية ونفس الشريحة, فدعم المعاقين حركيا امر مهم جدا لاعطائهم الفرصة في خدمة وطنهم أسوة بغيرهم من الأصحاء, لكن ايضا الاصحاء يحتاجون الى دعم من نوع خاص وهو توجيههم وارشادهم الى كيفية المساهمة مادياً ومعنوياً في دعم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة إجمالاً. الفكرة بكل بساطة تكمن في ايجاد برنامج خاص مبني على أساس اطلاق مشروع يداً بيد لنبني وطن الغد, مشروع يجمع بين المعاقين وبين الاصحاء, ليجتمع الاثنان في تقديم فكرة تخدم المجتمع بشكل عام أو فئة منه بشكل خاص, فينصهر الاثنان في العمل ويقدما افضل ما لديهم وكل منهم يقدم العون للآخر, الصحيح لذوي الاحتياجات الخاصة في تسهيل اموره وحركته وتواصله, وذو الاحتياجات الخاصة في تقديم فكره ورغبته وقوة ارادته, وتقديم الدعم المناسب لكليهما لانجاح مشروعهما, ومن هنا تاتي المسابقة ويأتي النجاح لكليهما فيتولد الاندماج بينهما وتنتشر ثقافة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. ليكن في المستقبل القريب حفل زواج جماعي لذوي الاحتياجات الخاصة وللاصحاء الذين حينها هم الشركاء في انجاح أفكارهم, من امثال ناصر المطوع وبوجود قيادة حكيمة تدعم الخير وأهله فان النجاح بإذن الله حليفنا دائما, ناصر المطوع أنموذج سعودي على اجيالنا القادمة والناشئة أن تحذو حذوه, ناصر المطوع شخصية عامة على غيره من الشخصيات السعودية أن تحذو حذوه ممن تملك الامكانيات والقدرات, السعودية وطن نحبه فلنعمل من أجله ففي حب الاوطان والخير مرضاة الله عز وجل.
مشاركة :