( من المؤلم أن ترى ابنك الذي علمته وربيته على هذا المنهج الواضح والمسلك البين والصلاح الظاهر ، تراه يتربص ببلده ويغدر بأهله ويعمى ويعجز أن يعرف عدوه الحقيقي ، مغرر به مسكين يحمل المال والسلاح يولي أعداءه ظهره ويستقبل بالقتل والتخريب أهله وبلده ) ماسبق هو جزء مما ورد في خطبة معالي الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام يوم الجمعة الماضي والتي كانت عن الحادث الإرهابي الأليم الذي وقع مؤخراً شمال المملكة . فعلاً كم هو مؤلم أن يأتي الغدر من ابنك الذي أفنيت عمرك في تربيته وتعليمه وصرفت عليه المال ولم تدخر وقتاً ولاجهداً في سبيل أن تراه في أفضل حال ليكون خير معين لك مستقبلاً ولكن للأسف يأتي بعد هذا كله ليصوب سلاحه ضدك إما بأن يبدِّعك ويعتبرك ضالاً أو يخرجك من الملة ويعتبرك كافراً فيستبيح الحرمات ويريق الدماء ويؤلب الناس وينشر الفتن ويصبح منهجه الرئيسي هو العنف والتكفير والتفجير كما يرفض أن يسمع أي رأي مخالف لرأيه ويعتقد اعتقاداً جازماً بأن كل ماعدا منهجه هو منهج ضال . لم أستغرب أن صوت المنابر يوم الجمعة الماضية كان موحداً يدين تلك الجريمة الإرهابية النكراء والتي أدت إلى استشهاد 3 من رجال الأمن البواسل وإصابة آخرين، فلا أعتقد أن هناك مسلماً يقبل أن تنتهك حرمات الله وفي مقدمتها حرمة النفس المعصومة ، ولا أظن أن هناك من يتجرأ أن يلتمس لمثل هذه الفئة الضالة الأعذار أو يسعى لإيجاد تبرير لمثل هذه الجرائم وهذا ما يجب أن نقوم به اتجاه كل أتباع الفئة الضالة بمن فيهم الأبناء الغادرون . الابن الغادر والضال والمخدوع والمغرر به موجود في كثير من المجتمعات وواجبنا اتجاهه أولاً بالوقاية فنحرص على حماية أبنائنا وأن نتابعهم ونتعرف على أصحابهم ، كما أن علينا أن ننصح هؤلاء الأبناء المغرر بهم ونبذل ما في وسعنا لنخرجهم من طريق الضلال إلى طريق الصلاح وأن نحرص على أمن هذا الوطن ووحدته وندافع عنه من المتربصين به من الداخل أو الخارج . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :