أبناؤنا فلذات أكبادنا هم زينة الحياة الدنيا وهم الأمل الذي يعيش كثير من الآباء وهم يراقبونه ينمو يومًا بعد يوم، فالآباء يجدون في الأبناء تجدد حياتهم وامتداد نسلهم وذريتهم ولذلك هم يعملون باستمرار من أجل تربيتهم ونشأتهم نشأة حسنة فالأبناء هم محور حياة كثير من الآباء. هذا الحب الكبير الموجود للأبناء عند بعض الآباء قد يكون سببًا في ضياع هذا الابن وانخراطه في مجتمعات الفساد أو الإرهاب، فبعض الآباء ومع هذا الحب الكبير للأبناء فإنه يقدم لهم كل الثقة والحرية فيبقون خارج المنزل لساعات طويلة بل وأحيانا يغيبون عن المنزل لعدة أيام بدعوى أنهم مع أصحابهم بدون متابعة حتى يصدم بعض الآباء بأن أبناءهم قد وقعوا في مصيدة إما عصابة مخدرات أو مجموعة إرهابية أو غيرها من المشاكل الكبرى، وعندها يقع الآباء في حيرة كبيرة ماذا يفعلون مع أبنائهم؟ هذا الأسبوع نشرت الصحف خبر قيام القوات الأمنية بمداهمة عدد من المواقع في محافظة الخرج جنوب الرياض واعتقال عدد من المطلوبين أمنيًا، أحد هؤلاء المقبوض عليهم قد قام والده بإبلاغ السلطات الأمنية عنه بعد أن لاحظ قضاء ابنه ساعات طويلة على الإنترنت إضافة إلى استضافته مرارًا لبعض الشباب الغرباء في منزله وقد تم اعتقال الابن أثناء وجوده في المنزل دون مقاومة. بعض الأسر تخشى من هذا الموقف وتفضل الصمت أو أن تغض الطرف أو تتحمل الواقع الأليم أو تسعى بجهدها الذاتي بالنصح والتنبيه والتوعية أو الاستعانة ببعض الأصدقاء أو الأقارب لتغيير مثل هذا السلوك المنحرف لدى الأبناء واحتوائه وإعادته لجادة الصواب دون اللجوء إلى جهات رسمية خوفًا على المستقبل الوظيفي والأسري لهؤلاء الأبناء متجاهلين بأن التستر والتغاضي عن مثل هؤلاء الأبناء قد يؤدي إلى نهاية أسوأ بكثير من الوضع الحالي. ليس من السهل أن تقدم فلذة كبدك للجهات الأمنية ولكن تأكد بأن هذه الجهات ليس بينها وبين ابنك أي عداوة فهي تحرص على أن تتعامل مع مثل هذه الحالات بسرية تامة كما أنها تتعامل معها ليس كحالات إجرامية بل كحالات تحتاج إلى معالجة ورعاية فهم يحرصون على مساعدة الابن على تهذيب سلوكه وإقلاعه عن الطريق المعوج وإعادته إلى الطريق المستقيم فبلغوا عن أبنائكم إن رغبتم في المحافظة عليهم. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :