نصيبي من الثقافة | محسن علي السُّهيمي

  • 4/8/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

على غرار عنوان كتاب رئيس الوزراء التونسي الأسبق محمد مزالي (نصيبي من الحقيقة) يجيء عنوان مقالي؛ إيمانًا مني بأهمية الثقافة، واعترافًا بأفضالها على شخصي البسيط. ثقافة الشخص لا تتخلّق وتنمو إلا عبر بوابة القراءة، والقراءة (الجادة) وحدها؛ فالقراءة نهرٌ عذبٌ صافٍ متحدرٌ من ينابيع الفكر والخبرات والتجارب الإنسانية. القراءة شجرة باسقة، ثمارها وعيٌ، وفكرٌ، وتهذيبٌ، وأخلاقٌ سامية، وإنسانية راقية، ونظرة شمولية للكون والحياة. بدءًا، لم يكن الموقع الجغرافي لمحافظتنا (العُرْضِيَّات) الواقعة (أقصى جنوب منطقة مكة المكرمة) بالموقع الذي يغري الآخرين؛ فلا هو مسترخٍ على الشواطئ البحرية فيغري بالنزول فيه، ولا هو متمنِّعٌ في القمم الجبلية فيستهوي الآخرين لاكتشافه، إنما هو في المنطقة التهامية أسفل جبال السروات، وهو ما جعل وسائل المعرفة والأوعية الثقافية ووسائل الإعلام والاتصال تتأخر في الدخول إلى العرضيات مقارنة بغيرها، ومع هذا أبى إنسان العُرضيات إلا أن ينحتَ في الصخر ويبرز علميًّا ومعرفيًّا وثقافيًّا ورياضيًّا وفي مناحي الترقِّي كافة. وتَأَسِّيًا –مع الفارق- بما كتبه الدكتور صالح الزهراني في ملحق الرسالة بعنوان (ثلاثون عامًا في غرام القصيدة) حينما عدد أفضال القصيدة عليه، أقول: إن لكتاب جواهر الأدب وملحق الأربعاء الثقافي والمجلة العربية فضلاً في تشكيل ثقافتي، فمنها بدأ وجعي القرائي، ومنها دلفت إلى عالَم الأدب والثقافة. بالتأكيد لم يتوقف الأمر عند حدود المصادر الثلاثة وحدها بل تخطاها إلى اقتناء الكتب على اختلاف مشاربها ومعها الصحف والمجلات الأدبية، وهو ما أثمر –بفضل الله- بعد ذلك أن فتحتِ الصحف والمجلات صفحاتها لقصائدي ومشاركاتي الكتابية ثم مقالاتي الصحفية. من أفضال القراءة عليَّ أن أغرتني بولوج بوابة الأندية الأدبية مستمتعًا ثم شاعرًا، ثم شرُفتُ ونخبة شابَّة من مثقفي المحافظة بإدارة اللجنة الثقافية بالمحافظة التابعة لأدبي جدة لتعمل جاهدة على صناعة الحراك الثقافي المستنير. ويستمر الفيض القرائي كريمًا معي لأصدر ديوانًا شعريًّا، تلاه صدور كتاب يتطرق لإشكالات فكرية وثقافية تُعنى بأزمات الوعي الإنساني. أفدتُ من القراءة أن تعرَّفتُ وتواصلتُ والتقيتُ مع قامات أدبية فكرية وإعلامية سامقة، ليس آخرهم الكاتب الأنيق (محمد السحيمي) الذي غمرني عبر صحيفة مكة بثنائه –السبت الماضي- على مقالي (آخر العلاج الحزم)، فله الشكر على حُسن ظنه. عندما أذكر فيوض الثقافة عليَّ فليس ذلك من باب التفاخر –إطلاقًا- فلازلتُ في أول الطريق، ولم أحقق شيئًا بجانب القامات الثقافية؛ وإنما أذكر ذلك؛ دفعًا للشباب وتحفيزًا لهم على القراءة (الجادة) والاطلاع والتثاقف؛ إيمانًا بأن المُدخَل القرائي ستكون مخرجاته –وإن تأخرت- فكرًا راقيًا وثقافةً أصيلةً ووعيًا جديدًا وفيوضًا متوالية. Mashr-26@hotmail.com

مشاركة :