والمطاردة أشد من القتل! | محسن علي السُّهيمي

  • 12/16/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قرابة الشهر هي المدة التي تقضَّت على واقعتين متزامنتين: الأولى غربيَّ جسدنا الوطني والأخرى شرقيَّه. الواقعة الغربية تمثلت في المطاردة المشهورة من قِبَل بعض أعضاء هيئة الشرقية بمحافظة الطائف لعضو مجلس أدبي الطائف الصديق الدكتور أحمد الهلالي، والواقعة الشرقية تمثلت في العمل الإرهابي الذي أدَّى لاستشهاد اثنين من رجال أمننا في القطيف (جابر المقعدي ومحارب الشراري) رحمهما الله. أعود اليوم لهاتين الواقعتين بعد أن هدأ أوارهما علَّ الأنفس قد تهيَّأت لقبول الحق وتيقنت أن بعض الوقائع أشد من بعض، وأن بعضها يستوجب أن يأخذ حقه كاملاً من الإنكار والتثريب لا أن نهوِّنه مع بقاء خطره. لاخلاف على أن عملية المطاردة من قِبل بعض منسوبي الهيئة للصديق الهلالي أمر لا يُقبَل، ولا ينتمي للمعروف بنسب، ولا أظن الهلالي قام بمنكر يستوجب هذه المطاردة التي تصلح في حق اللصوص والمجرمين. هذه الواقعة أخذت حيزًا كبيرًا على صفحات الصحف الورقية ومواقع التواصل بين مستهجنٍ ومنكر،ٍ وهو أمر يغدو مقبولاً حينما تأتي ردة الفعل هذه (بالقوة نفسها) تجاه وقائع مشابهة لمطاردة الهلالي أو أشد وطأً منها. ما حدث في بحر الأسبوع ذاته أن اثنين من رجال أمننا (المقعدي والشراري) تعرضا لإطلاق نار من قِبَل إرهابيين في محافظة القطيف ما أدى لاستشهادهما، هنا تتبدَّى لنا مصداقية تلك الأقلام؛ فبالقياس على غيرتها (المحمودة) على الهلالي بوصفه مواطنًا مسلمًا مسالمًا تعرض للمطاردة (غير المشروعة) من قِبل بعض أعضاء الهيئة يُفترَض أن تكون غيرتها أشدَّ على جنودِنا الذين يحمون الثغورَ ورجالِ أمننا الذين يسهرون على راحتنا ويضبطون الأمن لننعم به ونتمكن ونحن على أرائكنا من إدانة أي عمل يخل به أو يحمل الفساد والقتل. الأمر الذي يدعو للحيرة والتساؤل ولم يستوعبه العقلاء هو أن تلك الأقلام التي أقلقها ما تعرض له الهلالي -وهي مُحقَّة- لم تتحرك فيها غيرةٌ على رَجُلَيْ أمننا المغدور بهما، بل نجد أن جنودنا المرابطين على الحد الجنوبي وعلى مرمى رصاص العدو على مدار الساعة منهم الذين نالوا -بإذن الله- الشهادة وهم يدافعون عنا وعن (أقلامنا) ومع هذا لم يحظوا بوقفة صادقة من قلم وطني مخلص بوجه المتربصين بنا. أجزم أن الهلالي لو خُيِّر بين أن يُطارَد ليلةً كاملةً وبين نجاة (المقعدي والشراري) من القتل لفضَّل نجاتهما، وأكاد أجزم أن من كتب عن واقعة الهلالي لم يكن بداعي الشفقة عليه وإنما هي (تصفية حسابات) مع الخصوم من خلال تلك الواقعة. رجال أمننا وجنودنا مواطنون مسلمون لهم حرمتُهم وقيمتُهم مثلهم مثل الهلالي، ومع هذا تباكى المتباكون على الهلالي وتجاهلوا المقعدي والشراري وأمثالَهما، فحُقَّ للمصداقية والوطنية أن تستعيذا. Mashr-26@hotmail.com Mashr-26@hotmail.com

مشاركة :