قبل الحكاية أقول كل عام والوطن الغالي المملكة العربية السعودية في نمو وتقدم وأمن وسلام بمناسبة اليوم الوطني 83. أما بعد: أشعر بأن مسلسل حوادث السيارات أصبح طويلاً كالمسلسلات المكسيكية. لكن هل نتوقف؟ هل نسكت ونصمت عن أكثر خطر يُهدد حياة إنسان هذا الوطن؟ رُبما نتوقف لو رأينا بصيص أمل في قرار أو فعلا جادا يوضح أن الجهات المعنية بالفعل اهتمت وبدأت بالعمل. ورد في أحد تقارير البنك الدولي أن حوالي 1،2 مليون إنسان يموتون بسبب حوادث السيارات في العالم كل عام ويُصاب أكثر من 10 ملايين كما أن مرتبة الحوادث في قائمة مسببات الوفاة قد تقدمت عام 2010م أكثر من مرتبة بعد أن كانت رقم (10). اعتقد بأن حوادث السيارات في بلادنا في المرتبة الثانية أو الثالثة من مسببات الموت بعد أمراض القلب والسرطان وهذا بحد ذاته أمر يفرض على الجهات المعنية التحرّك بدلاً من هذا السكون الغريب. الاجتهادات الوقتية والارتجالية لن تحل المشكلة إذ لا بد من خطط علمية ورؤية واضحة عن المآلات في المستقبل. في كثير من الدول تستند الأجهزة المسؤولة عن حوادث السيارات على أسس ونظريات ونماذج قام بها خبراء لهم باع طويل في مجال سلامة الإنسان ومن هذه النماذج مصفوفة (هادون) المتعلقة بالوقاية من الإصابات والإعاقات. تهتم هذه المصفوفة بثلاث مراحل: مرحلة ما قبل وقوع الحادثة، مرحلة وقوع الحادثة ثم مرحلة ما بعد وقوع الحادثة. يهّمنا هنا الآن إجراءات ما قبل وقوع الحادثة وهي مرحلة الوقاية. بكل بساطة أحد إجراءات هذه المرحلة منع أو تقليل فرص وقوع الحوادث ومنها منع ارتكاب المخالفات. إن القادم لأول مرة لبلادنا من أوروبا أو أمريكا أو اليابان وغيرها من الدول المنضبطة مروريا سيصاب بدهشة بالغة وذعر كبير من أسلوب القيادة في الشوارع والطرقات وسيقيس نسبة الخطورة فيها في أعلى درجات الأحمر بسبب التهور والفوضى وعدم الالتزام بأبسط مقاييس السلامة أثناء القيادة وقد يلفت انتباهه كثرة صغار السن الذين يتلاعبون بسياراتهم كلعبهم بالبلاي ستيشن أي بدون أدنى مسؤولية أو شعور بالخطر لهذا فإن إلاحصائيات توضّح اشتراك نسبة كبيرة من الشباب وصغار السن في حوادث مُريعة. لو سأل سائل عن سبب الاستهتار بالدورية الرسمية الواضحة وليست السريّة وقيام السائقين بارتكاب مخالفات عياناً بياناً أمام أعين رجل المرور فهل يمكن تقديم إجابة مُقنعة؟؟
مشاركة :