لا للتغافل عن آفات شبكات التواصل | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 12/19/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لَا تَعتَقدوا –أَعزَّائي وعَزيزَاتي- أَنَّكُم أَحرَار حِين تَستخدمون الشَّبكَات الاجتمَاعيَّة، فالحُريَّة بَعيدة عَنكُم حَتَّى لَو كُنتم طُلقَاء، تَأكلون الطَّعَام وتَمشون في الأسوَاق.. إنَّكم –بصورةٍ مِن الصّور- أَسرَى وسُجنَاء هَذه الشَّبكَات.. إنَّكُم مُجرَّد أَسمَاك تَصطَادَها هَذه الشَّبكَات المُفترسة..! إنَّ الكَلَام الذي قُلته أَعلَاه هو حَقيقَة، ولأنَّ الحَقيقَة تَحتَاج إلَى دَليل، إليكُم الأَدلّة التي تُؤكِّد: أنَّ النَّاس لَم يَعودوا أَحرَاراً، بَل هُم -بشَكلٍ أَو بآخَر- أَسرَى ومَسجُونين، ولَكنَّهم مُقيَّدون في الشَّبكَات الاجتمَاعيَّة، بقيودٍ مِن ذَهَب..! يَقول «جيرت لوفينك»، مُدير مَعهد ثَقَافة الشَّبكَات في جَامعة «أَمستردَام» التَّطبيقيّة: (مُصطلح الشَّبكَات الاجتمَاعيَّة مُجرَّد شِعَار، تَستَخدمه الشَّركَات التي أَطلَقَت هَذه الخَدمَات؛ لإضفَاء بُعد أَدبي رَاقِ عَليها، ليُصبح المُستَخدم حَبيساً في «الفيسبوك أو تويتر».. وغَيرهمَا، وكُلُّ الشَّبكَات تَفتَرس وَقته، وتَشدّه إلَى أَعمَاق هَذا الكَهف الاجتمَاعي المَزعوم، دون أَنْ يَدري عَن أَي شَيء يَبحث)..! أكثَر مِن ذَلك، أَحَد أَصدقَائي أَصبَح إذَا غَاب عَن وَسَائل التَّواصُل أَكثَر مِن سَاعة، يَشعر بالصُّدَاع، وصَديق آَخَر ضَاع جَوَّاله لمُدة سَاعتين، فأُغمَى عَليه، وكُنتُ أَتوقَّع أَنْ هَاتين الحَالتين شَاذّتان عَن الإدمَان، الذي يُصيب النَّاس تِجَاه وَسَائل التَّواصُل، ولَكن العَجَب والشّذوذ زَال، حِين صَدَرَت دِرَاسَة قَبْل أَشهُر قَليلة تَقول: (كَشَفَت دِرَاسَة حَديثَة أَنَّ 75% مِن مُستَخدمي الجوَّال، يَفتحون تَطبيق وَاتسَاب قَبل غَسْل وجُوههم، بَعد استيقَاظهم مِن النَّوم)..! يَا إلَهي.. لقَد أَصبَحَت وَسَائل التَّواصُل الاجتمَاعي، أَهمّ مِن الصَّلَاة، فصَار النَّاس يَفتحون جَوَّالاتهم، قَبل أَنْ يَفتَحُوا قلُوبهم للصَّلَاة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نُذكِّر بِأَنَّ لكُلِّ دَاء دَواء، ودوَاء هَذا النّوع مِن الإدمَان، أَصبَح رِائِجاً لَدَى مصحَّات وعيَادَات نَفسيَّة، استَحدَثَت أقسَاما مُتخصِّصة لعِلاج الإدمَان الإلكترُونِي..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :