باريس - الراية: نشرت صحيفة الدبلومات الفرنسية تقريراً بعنوان حصار قطر أو عندما تنقلب الأخبار الزائفة ضد مروجيها، جاء فيه أن قطر التي تم محاصرتها منذ نشر أخبار كاذبة منسوبة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، تُظهر طيلة أكثر من ٥٠٠ يوم على بدء حصار مرونة مُدهشة. وأضاف التقرير أنه منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصبحت للأخبار الزائفة أهمية كبرى في النقاش الإعلامي - السياسي حتى أن البرلمان الفرنسي يناقش مشروع قانون بهذا الخصوص، مبيناً أن هذه الأخبار الزائفة تكون لها تداعيات قوية في الواقع وأحياناً ضد مروجيها وليس من تستهدفهم، ففي مايو ٢٠١٧ نجحت الإمارات في نشر خبر كاذب عبر موقع وكالة الأنباء القطرية بعد قرصنته وقبل هذا التاريخ بثلاثة أيام غادر الرئيس الأمريكي قمة احتضنتها الرياض لجمع الدول الإسلامية بهدف التحرك فعلياً ضد التطرف الديني. وتابع التقرير أنه يوم ٢٤ مايو نشر موقع الوكالة الرسمية التابعة للحكومة القطرية قصاصة تضم تصريحات منسوبة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لكن في 16 يوليو أوضح تحقيق لصحيفة واشنطن بوست تورّط مسؤولين إمارايين في نشر هذه الأخبار الزائفة على موقع قنا، كما أدانت الدوحة هذا العمل الجبان والإجرامي الذي يضرب مواثيق القانون الدولي، لافتاً النظر إلى أن الصحافة القطرية كشفت يوم 16 فبراير أن قناة العربية تورّطت في عملية القرصنة فهل كانت العربية تهدف إلى إغلاق المنبر المنافس لها خصوصاً أن دول الرباعي المُحاصر لقطر أوردت في لائحة مطالبها رغبتها في إنهاء عمل قناة الجزيرة؟. ونقل التقرير عن علي بن صميخ المري رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية أن الحصار عقاب جماعي يستهدف المجتمع القطري برمّته بل وحتى مواطني الرباعية، لأن انتقاده من طرف هؤلاء تصل عقوبة السجن بسببه إلى 15 سنة. وأكد التقرير أن دولة قطر تظهر مقاومة خاصة ومعدل النمو لم يتأثر بالحصار خصوصاً أن الإمارات تتزود بالغاز من الدوحة، كما أن مخزون البنك المركزي من المنتظر أن يزداد بأكثر من 2.5% في 2018، مشيراً إلى أن استثمارات قطر في مختلف بقاع العالم تمكنها من الاستفادة من عائدات العملة الصعبة، كما أن الدوحة تشتغل منذ أكثر من 20 عاماً على تنويع علاقاتها وتحالفاتها الدبلوماسية للتعامل بمرونة مع مثل هذه الوضعيات. واعتبر التقرير أن حصيلة الحصار بالنسبة لمعلنيه هزيلة وبالنسبة لصندوق النقد الدولي فإن عملية الهجوم لم تكن نتائجها سوى مرحلية، بل هناك من يرى أن الأزمة تحوّلت إلى خسارة إستراتيجية للسعودية، التي أبانت عن سذاجة كبيرة، فمحاولة حصار الدوحة باءت بالفشل، بل إن الحصار ساهم في إعطاء قوة جديدة للسياسات العامة وأضحت دولة قطر أكثر صلابة وعازمة على المضي نحو المستقبل، مبيناً أن الأخبار الزائفة قد تكون لها نتائج كارثية في الواقع، لكن الخسارة قد يتحمّلها أكثر المروّجون وليس المستهدفون.
مشاركة :