خلع مشلحه، وارتدى قبّعة السلامة، ونزل للميدان يتابع ويسأل ويناقش ويتأكد بنفسه من أن الأوضاع تسير وفق البرنامج الزمني المعتمد للمشروع، لم يبق في مكتبه ليقرأ التقارير التي كثيرًا ما تكون إمّا متفائلة أكثر من اللازم، أو مغايرة لما على أرض الواقع، ولم يرسل فرق متابعة لتقوم بإعداد تقرير له عن الوضع ليأتيه لمكتبه فينظر إلى الصور والرسومات الجميلة، ولم يكتفِ بالاتصال الهاتفي من بعض المهندسين ليفيدوه بأن الأمور تسير بشكل جيد. هذا ما قام به صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض خلال ترؤسه للاجتماع الدوري الـ(11) الخاص بمتابعة سير العمل في مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام - القطار والحافلات، والذي عُقد في النفق الجاري حفره ضمن المشروع في موقع محطة العليا الرئيسة وعلى عمق 25 مترًا تحت سطح الأرض. الإدارة من الميدان هي أحد أساليب الإدارة الناجحة، والتي تحتاجها بعض المشروعات، فهناك فرق كبير بين أن يدير المسؤول المشروع من مكتبه، وحوله أسوار من التقارير والعروض المختلفة، وبين أن يتجاوز ذلك كله ويقفز فوق تلك الأسوار، وينزل للميدان، ويستمع مباشرة من المهندسين، ويشاهد بنفسه المعدّات التي تعمل، ويتفقّد آليات العمل والتجهيزات الموجودة، كما أنه يقوم بتوجيه الأسئلة المختلفة للمسؤولين عن المشروع؛ ليتأكّد من إلمامهم بما يجري، ويؤكد لهم أنه بوجوده معهم فهو جزء من فريق العمل، كما سيؤكد لهم بأنه وبصفته الشخصية سيقوم بمتابعتهم في أعمالهم؛ ممّا يؤكّد الاهتمام والجدية بالنسبة للإنجار. صرح سموه بأن نسبة الإنجاز في المشروع تخطت 10% وهي متوافقة مع الجدول الزمني للمشروع دون بطء أو تأخير، وذلك على الرغم من أن المشروع كبير، وغير مسبوق، ومتابعة المشروع بهذه الدقّة في بداياته تكفل له الإنجاز في موعده بإذن الله. لو كل مشروع تنموي في وطننا الحبيب تم متابعته بنفس الطريقة، وتم مواصلة هذه المتابعة بنفس الأسلوب الميداني من قِبل المسؤولين لوجدنا هناك فرقًا كبيرًا في نسبة ونوعية وكم المشروعات التي سيتم إنجازها. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :