في بداية هذا العام الميلادي، كتبتُ مقالاً بعنوان (مع بداية العام.. دعوة للتفاؤل)، تحدّثتُ فيه عن أهمية أن نضع الأحلام والأمنيات والأهداف، وأن نعمل على تحقيقها، وأن نتفاءل، ولا نتشاءم، أو نعتقد بأنها لن تتحقّق، أو نتوقّع بأن ما سيحدث هو الأسوأ، ليس من باب الاحتياط والاستعداد، بل من باب التشاؤم، وسوء الظن الذي يتلبس بالبعض، فلا يعرف للتفاؤل طريقًا. واليوم -ومع قرب نهاية العام الميلادي- فإن هناك الكثير من الأحداث التي ستأتي خلال الأيام المقبلة، منها الخطاب الملكي السنوي في مجلس الشورى، والذي سيقدّم بمناسبة افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، والذي سيتم من خلاله تناول السياستين الداخلية والخارجية للدولة، كما سيستعرض من خلاله النهج التنموي الذي تتطلع إليه الدولة، وتسعى لتحقيقه، أمّا الحدث الآخر فهو إقرار وإعلان الميزانية العامّة للدولة، والذي يأتي في وقت اقتصاديّ هامّ كما يواجه تحديات كبرى. مع كل ما شاهدناه من تغييرات وتحديات خلال هذا العام، فإن الوضع يفرض علينا على أن نكون متفائلين مهما كانت الظروف، فالتفاؤل لا يأتي إلاّ بالخير، وهو معنى جميل، يبث الصفاء والنقاء في النفوس، كما أثبتت الدراسات بأن من لا يتفاءل تحاصره الأمراض، فالتفاؤل يزيد الثقة في النفس، والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة، والمتفائلون هم من الشخصيات المحببة دائمًا للناس، وتجدهم أكثر مرونة من غيرهم. ونحن ننهي عامًا فريدًا من نوعه، ونُقبل على عام جديد وفريد من نوعه أيضًا، فنحن لا نملك إلاّ أن نتفاءل لنعيش بسعادة، ولنتمكّن من العمل بإنتاجية. فكيف يمكن لمتشائم أن يخطط، أو يضع أهدافًا، أو يكون منتجًا، خصوصًا وأنه يعتقد بأنه لن يتخطّى العقبات، وسيكون حبيس قفص الصعوبات، وأن أحواله ستكون من سيئ إلى أسوأ. إن التفاؤل يعني الجدية والإيجابية والعمل، والتشاؤم يعني القنوط والحزن والمرض، ولنا في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، فقد كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس تفاؤلاً، وكان يوصينا بالتفاؤل، فأمر المؤمن كله خير، فلنتفاءل بأن القادم أجمل، وأننا مقبلون على خير، وأن الأوضاع ستكون من حسن إلى أحسن -بإذن الله-. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :