المجتمع هو الأساس | إبراهيم محمد باداود

  • 5/21/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في الماضي كان من الممكن أن تكون هناك قضية معيّنة يعاني منها شخص واحد، أو عدة أشخاص، وتبقى القضية لسنوات دون حل. فصوت المواطن لم يكن يسمع في الماضي مثل ما يسمع اليوم، بل إن المجتمع إن تحرك فلا يسمع صوته كما يسمع اليوم، فقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعية بشكل كبير في إحداث نقلة نوعية في سبل التواصل بين أفراد المجتمع، وكذلك بينهم وبين المسؤولين، كما ساهمت في إحداث نقلة نوعية في عرض وتقديم العديد من الأحداث والقضايا، وأحيانًا بشكل مصور وموثق، وهذا ما لم يتمكن من القيام به أصحاب قضايا مشابهة قد تكون حدثت في الماضي، ولم يتمكنوا من تقديمها. المجتمع هو العنصر الرئيس لتحريك القضايا العالقة وهو العنصر الرئيس الذي يساهم بشكل كبير في دفع المسؤول لتحويل الأقوال إلى أفعال، ولتحقيق الوعود التي كانت تتردد منذ سنين، ولم نجد لها أثرًا، فالمسؤول اليوم أصبح يواجه المجتمع ولا يواجه فردًا، فوسائل التواصل الإجتماعية، ومن خلفها المجتمع هم السبيل لمواجهة المسؤول قبل أن يواجه السلطة العليا، حتى أصبح بعضهم يتحرّك من خلال ردود أفعال المجتمع؛ لأنه يعلم بأنه إن لم يتحرك فإن من فوقه سيتحرك. سوق العمالة المنزلية والاستقدام من القضايا التي راوحت مكانها كثيرًا منذ عدة أعوام، وعانى منها المجتمع أشد المعاناة. فمن الناس مَن دفع آلاف الريالات ولم يحصل على مطلبه، ومنهم من انتظر الخادمة، أو السائق لعدة أشهر ولم يأتِ، وضجّ الناس بهذه القضية كثيرًا، وخصوصًا بعد أن أعلنت لجنة الاستقدام استقالة أعضائها، وبعد أن أخذت المفاوضات بين الجهات الحكومية المختلفة، وبين بعض الدول سنوات دون الوصول إلى حل نهائي. هذا الحراك من المجتمع ساهم بشكل واضح في أن تعلن وزارة العمل هذا الأسبوع بأنه تم تكوين فريق متخصص لدراسة ومراجعة تكاليف العمالة المنزلية، ومقارنتها بما هو معمول به في دول الخليج، وبناء على مخرجات تلك الدراسة وما تقتضيه المصلحة العامة، فقد أصدرت جملة قرارات بهدف تحسين أداء سوق العمالة المنزلية والاستقدام، شملت رفع غرامة تأخير وصول العاملة المنزلية إلى 100 ريال عن كل يوم، وإلغاء العقد بعد مرور شهر، وغيرها من القرارات الأخرى. أن يتحرك المسؤول من تلقاء نفسه لإيجاد حل للقضايا هو المؤمّل وهو ما يتمنّاه الناس، وأن يتحرّك المسؤول إذا ما وجد المجتمع يعاني ويطلب الحلول، فيتجاوب معهم، فلا بأس في ذلك، ولكن أن لا يتحرّك المسؤول إطلاقًا وهو يرى شكاوى الناس ومعاناتهم اليومية من القضايا التي هو مسؤول عنها، فهذا ما لم يعد بالإمكان، فهو إن لم يتحرّك لحراك المجتمع فسيتحرك من فوقه وبحزم. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :