في إحدى الكلمات التي أُلقيت باسم المملكة العربيَّة السعوديَّة لدى المنظَّمة الدوليَّة، في منتدى «ثقافة السلام»، في الأمم المتحدة، أكَّد نائب المندوب الدائم للمملكة لدى المنظَّمة الدوليَّة، المستشار سعد بن عبدالله السعد، أنَّ الأمم المتحدة تواجه تحدِّيات حقيقيَّة في نشر ثقافة السلام بين العالم، وأشار إلى أنَّ الحروب والنزاعات ليست قدرنا على هذا الكون، ومستقبلنا هو السلام، كما تضمَّنت الكلمة أنَّ المملكة تؤكِّد أهميَّة نشر ثقافة السلام محليًّا ودوليًّا، وأهميَّة ترسيخ آليات الحوار بين أتباع الأديان المختلفة حول العالم، ولذلك عمدت إلى تأسيس مركز عالمي للحوار في فيينا، وقادت تحالفًا يضم 40 دولة عربيَّة وإسلاميَّة لمحاربة الإرهاب والتطرُّف، وبذلت كلَّ ما في وسعها من أجل السلام العالمي. الأصل في نشأة الشعوب هي أنَّها تنشأ على المحبَّة والسلام، والتعايش، والفطرة البشريَّة السليمة، ولكن ما يحدث بعد ذلك هو قيام البعض بتشويه هذه المبادئ السليمة، من خلال تغذية العقول البشريَّة، وتعليمها مبادئ، وأسسًا خاطئةً، وغير صحيحة، فالسلامُ هو أصلٌ ينشأ عليه الجميع، ولكن الخلل يأتي بعد ذلك داخل بعض المدارس والمنازل، وهو ما يُشوِّه هذا الأصل، وهذا ما أكَّدته إحدى المعلمات في حوار تلفزيوني لها وهي تجيب عن سؤال (لماذا نكره؟)، فكان جوابها: إنَّنا نكره لأنَّنا جهلاء، ولأنَّنا أنتجنا أجيالاً تتَّسم بالجهل فتعلَّموا أفكارًا جاهليَّة، ومن تلك الأفكار، أن هناك أعراقًا محدَّدة من البشر فقط، أمَّا الآخرون فليسوا بشرًا، والحقيقة غير ذلك، وهي أنَّنا جميعًا ننتمي للجنس البشريّ، ولكنَّنا -للأسف- قسَّمنا هذا الجنس إلى أعراق، حتَّى يتسنَّى لبعضنا أن يتعالى، ويتفاخر أمام الآخرين، كما أكَّدت أنَّه لا يوجد جينات في الجنس البشري مسؤولة عن العنصريَّة، أو الكراهيَّة الدينيَّة، فنحن لا نولد ونحن كارهون للناس نسبة لدينهم، أو جنسهم، أو عرقهم، بل هو أمر نتعلَّمه، وأيّ أمر نتعلَّمه يمكننا أن نُخرجه من أدمغتنا، مشيرةً إلى أنَّ من أهدافها كمعلمة أن تلغي هذا الجهل الذي يجعل الناس يظنون أنَّهم أفضل أو أسوأ من غيرهم بسبب لون بشرتهم، فلون البشرة لا علاقة له مطلقًا بمدى فهمك، أو بقيمتك كإنسان، وقد حان الوقت لكي نتجاوز هذا الأمر. إجابة نموذجية من المعلمة تحتاج إلى تطبيق واستيعاب مضمونها، وأن يترجم الجميع ما جاء فيها كمنهج عملي في منازلنا، ومدارسنا، وأماكن عملنا، ومجتمعنا بشكلٍ عامٍّ بما يتوافق مع عقيدتنا وديننا، فالكراهيةُ تُعلَّم ولا تُولد معنا، والأفضليَّة هي بالعلم والتقوى، لا باللون والعرق. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :