ببالغ الأسى نعزي أنفسنا والأسرة المالكة في فقد والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولا نملك إلا قول إنا لله وإنا إليه راجعون له الأمر من قبل ومن بعد. بكل الكلمات والمعاني التي سبقت التاريخ والتي أتت بعده حزن الشعب السعودي على موت مليكه رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأدخله فسيح جناته، وسيظل رحيله من الأحداث الأكثر مأساوية على قلوبنا ويسجل التاريخ للذاكرة الإنسانية فقدان رجل عظيم لن ينساه الزمن والناس. لقد تولى شؤون العالم ولم يخذل أحداً بل ساند الحق ونصر المظلوم وساعد الفقراء في جميع أنحاء المعمورة لم يستثن أحدًا، فقد ساهم في تعميق معرفتنا بحقيقتنا وعلّمنا كيف نحب بعضنا ونحب أرضنا ونحافظ على مصالحنا ووحدتنا بالرفق وليس بالقوة، حقق لنا مساراً نسلكه بوعي وعقلانية في علاقتنا مع العالم الخارجي. كشف العصر لنا أن قائدنا رحمه الله أعان الأمم وأوجد الحوار - حوار الأديان - ورفع شعار السلام في كل محفل وصنع يقظة الفكر وشجع العلم بكل أقسامه وفروعه وعلى أرقى المستويات، وبذل بسخاء على هذه البلاد المقدسة لقد عمر الأرض بحق وقال تعالى:(هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها. الآية سورة هود 61). ملكنا الذي أحبه الكبار والصغار والنساء والرجال، المناضل في المعترك السياسي ومشكلات الساعة ومهام عظيمة حملها على عاتقه، كان من أولوياته رحمه الله طرح ملف التنمية البشرية على طاولة النقاش، وندد كثيراً بالإرهاب الذي طالما أحزنه ووقف ضده وحذر منه شعوب العالم، قائلاً إن الإسلام دين سلام، وحقق مكانة رفيعة في العالم وورث يقيناً أن المملكة العربية السعودية دولة سلام ومعيار فصل بين الحق والباطل. ولا يسعنا القول إلا ذكر قليل من مناقبه في عبارة مختصرة مفادها أنه بحق زعيم عبقري حافظ على دينه ووطنه وشعبه والعالم من ويلات الفتن وتخطى كل الحواجز الجغرافية إلى قلوب العالم العربي وتولى بحكمته زمام الأمور وربط بين الشعوب وأنقذ الدول العربية من حرورب طاحنة داخلية وظهرت جهوده الخيّرة بشكل كبير وملموس. هي سيرة عطرة حملها المواطن بكل حب وولاء بين حنايا صدره ودعا الله لهذا الملك الصالح بالرحمة والمغفرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحب الله العبد نادى جبريل:(إن الله يُحب فلاناً فأحببه )، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء:(إن الله يُحب فلاناً فأحبوه) فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وعزاؤنا تمسك أمتنا بدينها ووحدتها وحبها وإخلاصها لحكومتها الرشيدة وللملوك المخلصين، ونرفع راية التوحيد ونبايع صاحب السمو الملكي ولي العهد سلمان بن عبدالعزيزآل سعود ملكاً للبلاد ومبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد. إن الإحساس بالألم يلزم الشخص ذكر الصفات الحميدة والسامية والنبيلة للفقيد ليستمد قدرته على الصبر والسلوان وفي كل المكونات حولنا نجد النهضة مشرقة تتلألأ دون محللين أو معلقين أو خبراء لكي يصفوا الإنجازات تباعاً،إن الفرد اليوم هو نتاج لهذه النهضة العظيمة فمن قوة ملكنا عبدالله - رحمه الله - أصبحنا أقوياء.
مشاركة :