عادة ما نقول إننا اكتشفنا الحياة في مقابل معرفة العالم ونملك أدوات تميزنا عن غيرنا، وأفعالنا طبيعية لامجال للغموض فيها، ووعينا نشط جداً استطاع توظيف دلالته لتأسيس علاقة التفاهم. ولا أزعم أن كثيرا من الجوانب متقنة ولكنها أشد إقناعاً، ومثلها مثل أي شيء عظيم يبدأ من المقبول إلى المعقول، على اعتبار أن قيمة الانفتاح على الواجبات تركز على القيم الإنساية التي تعمل على توطيد العلاقة بين الحاكم والشعب، وبذلك تشيرالجهود المبذولة من الدولة إلى عناية فائقة ورعاية للمصالح العامة، وبهذا المعنى أحدثت العدالة تأثيراً كبيراً في نفوس الحشود وجمعتهم على الولاء والحب والإخلاص. وهناك أمر غاية في الأهمية هو حفظ كرامة الفرد وستر عرضه وهذه قمة الفضائل، والدنا عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أكرم المرأه ووهبها حقوقها كاملة وأغدق عليها العطاء وجعلها شريكا أساسيا في التنمية ومنحها مقاعد في الشورى وهيأ لها مكانة رفيعة في المجتمع، واهتم كثيرا بالبطالة وصرف للعاطلات مكافآت تكفي حاجتهن لئلا يتعرضن للظلم والاستبداد، فإن التعرض للظلم أشد شناعة من ارتكابه لأنه غالبا ما يحث على ارتكاب الإثم. ولن أكرر ما نشره كثيرون غيري على الصفحات والشاشات من قرارات إصلاحية مفصلة عن تاريخ المرأة في عهده غفر الله له وجعل مثواه الجنة مع الأنبياء والصديقين والأخيار، ولكنني سأذكر نقاطا عميقة ذات صلة بالكرامة والشرف فإن إكرام الأنثى له أثر كبير في بناء المجتمعات الإسلامية وصلاح البنية الأساسية للأخلاق وتربية النشء تربية صالحة. فمن عوامل العفة التي يعلمها كل مسلم:هي الإيمان والتربية والتوعية والاستعانة بالله وباقي التشريعات بمعنى أنها تمس المنهج والشخصية، وبالتالي تعتمد نتائجهاعلى وظائف الفرد مع مجتمعه، ومع ذلك فالذات الواعية تهذب الطباع مهما كانت المعطيات والانفعالات، ثم تدرك معنى التعاطف والألفة التي تعكس الرؤية االسلوكية للفرد. لقد كانت نظرته ثاقبة رحمه الله وقد بذل الأسباب للمحافظة على دين وخُلق وعفة الأنثى، وبفضل حكمته نالت المكانة الرفيعة في المجتمع، قال تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً..الآية) ومع تطورالعلم طور ذواتنا وساعدنا على حل مشكلاتنا، وعالج الاعتقاد الخاطئ الذي حرم النساء من حقوقهن في الحياة العامة وركز على المدرسة السلوكية التي تفسر السلوك كالغرائز والشعور والإرادة والتفكيرمن أجل توفير متطلبات هذه المرأه، وترك مساحة لإدارة وفهم السلوك الإنساني الذي يطمح بتحمل المسؤولية وتأدية الأدوار الإدارية والتنفيذية ضمن نظرية التطور وتنويع التخصص ومعالجة الخلل القديم الذي كان مفاده تجاهلها وقمع مطالبها الشخصية. لقد اهتم بجمبع فئات المجتمع وعزز اهتمامه بمخصصات الضمان الاجتماعي بملياري ريال لمستفيدي ومستفيدات الضمان الاجتماعي إضافة إلى إعانات حافز وإيجاد الفرص الوظيفية للعاطلات عن العمل حيث بلغت نسبتهن نحو 90 بالمئة، ودلالة واضحة على اهتمامه بعمل وحالة المرأة حتى يتسنى لهن إيجاد وظائف مناسبة وحياة كريمة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم). وفي السياق ذاته لا نجد إلا ملكا عظيما انتقل إلى جوار ربه وفي معيته قلوب شعبه المخلص، ومن ثم انتقلت السلطه والحكم للملك سلمان خادما للحرمين الشريفين بايعه الشعب على الإخلاص والحب، ملك جليل يصافح شعبه بالحب والشفافية، ولايخفى حرصه الدائم على التواصل مع المواطنين والعالم من خلال تاريخه السياسي والديني والثقافي والاجتماعي.
مشاركة :