رحمك الله يا والدنا، وأسكنك فسيح جناته، إن العين لتدمع، والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا والدنا لمحزونون ، فـ «إنا لله وإنا اليه راجعون»، لقد زرعت محبتك في قلوبنا بإنسانيتك، وتواضعك، وبصفات الأبوة التي كنا نحسها في كلماتك، ونشاهدها في نظراتك، ونلمسها في قربك الشديد منا، أحببتنا فأحببناك، وحملتنا في قلبك حيًا، وسنحملك ما حيينا في قلوبنا وعقولنا، ولازالت كلماتك الصادقة النابعة من قلب محب مليء بالأبوة «يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم، وأستمد قوتي من الله ثم منكم، فلا تنسوني من دعواتكم» خالدة في نبضنا، ومسامعنا، وأذهاننا فقد طالبتنا بها حياً، فلا ننساها لك ميتًا ..فاللهم ارحم والدنا خادم الحرمين الشريفين، واغفر له، وأكرم نزله، ووسع مدخله ،وثبته عند السؤال، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله بدار خير من داره وأهل خير من أهله، وقِه عذاب القبر، وفتنته ، وجازه بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوًا وتجاوزًا وغفرانًا، واجعله ممن تظلهم بظلك يوم لا ظل إلا ظلك، واجزه عن دينه وشعبه وأمته خير الجزاء ، واجعل كتابه في عليين ، واجعله ممن قلت فيهم ( أدخلوها بسلام آمنين ). لقد شهدت بلادنا في عهده - رحمه الله - تطورًا مشهودًا، وقفزات متتالية على جميع الأصعدة، وفي كافة المجالات شهد بذلك القاصي والداني، فقد كان - رحمه الله - رجل دولة من الطراز الأول ، وقائدًا شجاعًا، ورمزًا شامخًا، مخلصًا لدينه وشعبه وأمته، كما عم خير بلادنا أصقاع المعمورة، وكانت سباقة لمد يد العون لكل محتاج، وعلى الصعيد الدولي فقد تبوأت المملكة مراتب متقدمة بين دول العالم مما عزز من مكانتها وثقلها السياسي والاقتصادي، وقد شهد له – رحمه الله – الزعماء والحكماء بالحكمة والحنكة وسداد الرأي. لن تقف عجلة النمو والتطور في بلادنا وهي - بعون الله وقوته - مستمرة في التقدم والازدهار تحت راية التوحيد وعلى منهج الكتاب والسنة الذي قامت عليه دعائم هذه الدولة العظيمة منذ عهد المؤسس رحمه الله وسار على نهجه من بعده أبناؤه البررة وهنا نجدد البيعة ونقدم العهد والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، ونسأل الله أن يوفقهم لخدمة دينهم وأمتهم ووطنهم، وخير مافيه صلاح البلاد والعباد . تويتر : ahl99 allmaill99@gmail.com
مشاركة :