أبوعبدالله مواطن أربعيني، موظف حكومي ( على قد حاله ) لكنه شخص يحب ( الفخفخة ) في كل شيء حتى في مشيته، وطريقة كلامه ، (برستيجه ) عالٍ، عبارة عن ماركات تمشي ، الساعة، القلم، الكبك ، المحفظة ، حتى الجزمة - أكرمكم الله - من أفضل الماركات، أيضاً المسبحة، والخاتم بـ( الشيء الفلاني) ، جواله من أحدث وأفضل الأجهزة ، سيارته فخمة وآخر موديل ، ملابسه من أغلى الخامات، عطوره لايقل الواحد منها عن 500 ريال ، لا يشرب قهوته إلا في فندق خمس نجوم ، يستقرف من مطاعم البخاري، ومحلات الفول ، حديثه كله عن المشاريع التي يسعى خلال السنوات القادمة لإقامتها ، عندما تسمعه يتحدث تظن أنك تجالس بنكاً متنقلاً، هذا لمن لا يعرفه ، بينما من يعرفه يعرف أن كل هذه الماركات والعطورات الغالية تأكل راتبه المتواضع، ويكمل الناقص من أناقته بـ (دين وسقم عين )، أما جواله، و آيباده بالقسط كالسيارة، ومشاريعه مجرد أحلام يسلي بها نفسه و( كلام مجالس ) ، تنتهي علاقته براتبه بعد أسبوع، وبقية الشهر ( يلقط ) الخمسين ،والمئة، والميتين من معارفه، وزملائه، بينما يعيش أبناؤه على ما يجود به الأخوال والأعمام، مع أن راتبه يكفل لهم وله حياة كريمة بعيدة عن ذل السؤال، وعطف الآخرين. مشكلة أبو عبد الله أنه ينظر لمن هم أغنى منه، ولم يرضَ، ويقنع بما قسمه الله ،ويكيف حياته حسب إمكاناته المادية، مما ولّد لديه شعوراً بالنقص، والدونية، حاول تعويضه بالظهور بشخصية الثري أمام الآخرين خاصة من لا يعرفونه، وبأي وسيلة كانت، ولو على حساب معيشة أسرته واستقرارهم، مع أنه لو نظر لمن هم أقل منه لشكر الله على ما أنعم عليه. لا أقصد من كلامي هذا أن لا يهتم الإنسان بمظهره وهندامه فالله جميل يحب الجمال، لكن القاصمة أن يضيع ماله ومصرف أبنائه ،ويهدر ماء وجهه ليكشخ..!! ، فقد جاء في الحديث الصحيح عن فضالة بن عبيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (طوبى لمن هُدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع). تويتر : ahl99 allmaill99@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (97) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :