اللهم لك حمد الشاكرين ولك حمد الذاكرين، اللهم لك ما أعطيت ولك ما أخذت، اللهم تقبل مليكنا وحبيبنا ووالدنا عبدالله قبولا حسنا وأدخله مدخلا حسنا، وأبدله دنياه بجنة الخلد ووالدينا، لقد كان لنا أبا رؤوفا عطوفا، أحبّنا فبادلناه حبا. ولنا النساء شعور كبير بالحب والامتنان لفقيدنا الغالي، لقد كسر الملك فيصل - رحمه الله- عن النساء سجن الجهل وفتح المدارس فكان الطاقة التي فتحت للمرأة وتفتحت عيناها على درب العلم وترك عبودية الجهل، ومن ثم تتالى كبر التعليم وتجلياته، حتى أعلى الشهادات. المغفور له الملك عبدالله فتح أبوابا أخرى واسعة، منها الابتعاث وهو لفتة جميلة منه، الابتعاث للخارج حيث العلم وحيث تجارب الآخرين. إنه فتح أبوابا جديدة لدراسة العلوم المختلفة والفنون، فبرعت المرأة ورفعت رأس الوطن وافتخر فقيدنا بذلك وأسعده. الهوية الوطنية التي كسرت حاجز الإقصاء عنها فأصبح لها الاعتراف بمواطنتها وحقها في حمل هذه البطاقة الصغيرة، وأصبحت لها هويتها الوطنية المعترف بها، ومطلوبة كإثبات وطني، وتسافر بها عبر الخليج العربي.. لعل أكبر انتصار للمرأة واعتراف بها، هو المشاركة في صنع القرار، عبر جعل المرأة عضوا كاملة العضوية في مجلس الشورى. معترفا بسداد رأيها وحقها في المشاركة كمواطنة كاملة، تعرف في الواقع ربما أكثر أحيانا مما يعرفه شقيقها الرجل.. هناك أمور كثيرة حصلت للمرأة، في حكم الملك عبدالله، كان سمحا طيبا، قد تغيب عنا ونحن في قمة الحزن على الرجل الذي رفع المرأة لمقام كبير. ولكن لن تنسى تلك العاملة التي وجدت لها باب رزق يغنيها عن الحاجة، لن تنسى له فتح أبواب العمل، في قرار ملكي صريح، كما لن تنسى أغلب تلك الموظفات المنسيات على وظائف التعاقد حيث لا حقوق ولا تقاعد، كيف فتح لهن باب التوظيف والتثبيت في وظائفهن، فكان لهن الأمان الوظيفي ومن ثم الأمان الأسري والمستقبلي.. رحم الله أبانا عبدالله الذي رحل، وغفر له. لا نملك الا إنا لله وإنا إليه راجعون، ونعزي انفسنا، وندعو بالتوفيق والسداد لمليكنا سلمان، رعاه الله وسدد على الخير خطاه. ولا نشك أن المرأة ستستمر في مسيرتها المظفرة لتبلغ كل أمانيها، ويرفع عنها حجر آخر كبير هو حجر ولي الأمر حتى ولو كانت بلغت من العمر عتيا، بل أحيانا يكون ابنها هو ولي أمرها وربما لو لم يوجد لكان الحفيد. اللهم أرحم ملكنا واغفر له وبارك لنا بمليكنا سلمان، ووفقه ويسر له أمره.. واحفظ وطننا من كل شر، واجعل فيه الخير إلى يوم الدين..
مشاركة :