"كان الملك عبدالله قائداً حكيماً وعظيماً ووفاته خسارة كبيرة بالنسبة لنا أيضا.. لقد كرس الملك عبدالله نفسه وأدى دوراً كبيراً على مدى عقود لبناء الاستقرار والسلام في العالم الإسلامي والعالم ككل ولتعزيز علاقات الصداقة مع مختلف الدول الأجنبية، وعمل بشكل خاص على تعميق الحوار بين الأديان والحضارات المختلفة على الساحة الدولية". تلكم مقتطفات من البيان الصحفي الذي أصدره رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مقدماً فيه العزاء في وفاة والدنا الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله. مع لحظات الصباح في طوكيو يوم الجمعة الماضي احتل نبأ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، شاشات التلفاز في المحطات الفضائية اليابانية ومواقع الأخبار. توالت الاتصالات والرسائل من الأصدقاء اليابانيين لتعبر عن مشاعر الأسى والحزن. صلى المسلمون صلاة الغائب على روح الفقيد في المعهد العربي الإسلامي في طوكيو وعدد من المساجد والمصليات بعد صلاة الجمعة. الجدير بالذكر أن الملك عبدالله هو من اشترى مقر جمعية مسلمي اليابان الحالي هدية منه للمسلمين في بلاد الشمس المشرقة عند زيارته لها عام 1998م. غادر سمو ولي العهد اليابان الأمير ناروهيتو طوكيو متوجهاً إلى الرياض لتقديم واجب العزاء.. ومع بدء استقبال المعزين في سفارة المملكة العربية السعودية في طوكيو نقلت نشرات الأخبار الرئيسة في اليابان ومحطات عالمية زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لتقديم العزاء في وفاة الملك الراحل.. انحنى رئيس الوزراء لفترة طويلة أمام صورة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تقليد ينم عن عميق الاحترام وعظيم الأسى في الثقافة اليابانية. مجموعة من وزراء الدولة والبرلمانيين ورؤساء الشركات ومديري الجامعات والإعلاميين والمثقفين وسفراء الدول العربية والإسلامية والصديقة بل وأناس من عامة الشعب تسابقت للسفارة السعودية في طوكيو لتقديم واجب العزاء. مواطنون يابانيون من القرى التي دمرها التسونامي والزلزال عام 2011م جاؤوا ليقولوا شكراً على وقفة المملكة معنا عبر تزويد المخيمات بالغاز المسال والدعم المادي.. وعندما التقى أطفال تلك القرى مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، في زيارته الأخيرة لليابان العام الماضي ليعبروا عن شكرهم وامتنانهم كان جوابه وبكل عفوية وثقة: "ما فعلته المملكة كان الواجب تجاه أصدقائنا في اليابان ولا شكر على واجب!!". معالي نائبة وزير الخارجية السابقة وسفيرة صناعة السلام (د.ياماناكا أكيكو) عبرت عن احترامها الشديد لسيرة الملك عبدالله وتطلعها للبحث بعمق في فلسفته وفكره حول الحوار وصناعة السلام العالمي ومبادرته لإحلال السلام في الشرق الأوسط.. وأذكر بعد إحدى محاضراتي في جامعة يابانية عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والنقلات النوعية التي حصلت في التعليم العالي والبحث العلمي في المملكة، بادرني مدير الجامعة بقوله :"كم أنتم محظوظون بقائد مثل الملك عبدالله!!". وقمة الوفاء لوالدنا الراحل رحمه الله هي أن نسير على نهجه في التضحية والعطاء وأن يبذل كل منا قصارى جهده لخدمة الدين والمليك والوطن تحت راية ملك الوفاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد (يحفظهم الله). وكلي أمل في الله وتفاؤل في مسيرة الخير والنماء في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحكمة والثقافة.. وفق الله قادتنا لكل خير وعاشت بلادنا منارة عز ومشعل حضارة. وأخيراً: رحمك الله يا أبا متعب.. فأبناؤك وشعبك المحب لن ينسوك من دعائهم!
مشاركة :