مرَّت وسائل الاتصال بعدة مراحل مختلفة مما جعلها متعددة وفي الوقت نفسه مختلفة، إذ كان الناس قديماً يعتمدون على الكتابة، ثم تطور الأمر إلى الهاتف الأرضي حتى أن وصل في يومنا هذا إلى الهواتف النقالة. تفننت شركات الاتصالات بإدخال التقنيات على هواتفها الخلوية، حتى باتت تتسابق بين بعضها البعض للوصول إلى أفضل التقنيات الحديثة. أمر كهذا أعطى التكنولوجيا فرصة لفرض معطياتها على الصغار إلى أن برعوا فيها، وفرضتها أيضاً على كبار السن ليتعاملوا عليها ويحاولون فك شفرتها ليلتحقوا بالركب على رغم بساطتهم. تفاوتت الآراء التي استطلعتها «الوسط»، لكن الغالبية أكدوا أن التكنولوجيا الحديثة باتت من الضروريات، وأنهم باتوا يعتمدون عليها بشكل كلي، إذ كان لنا حديث مع كبار السن في العاصمة المنامة.طريق أسرع للتواصل بدأنا الحديث مع الحاج مكي الدقاق (60 عاماً) حول أهمية التكنولوجيا في يومنا هذا، إذ كشف عن بداياته مع الهواتف النقالة بتأكيده أنه واكب الجيل الجديد. وقال: «توفر الأجهزة الحديثة الأمور التي نتطلبها وأصبحنا بحاجة إليها، فعلى سبيل المثال بعض الأحيان نقوم بالبحث عن صور معينة أو مواضيع معينة». وأكد: «من دون شك أن بداية مواكبتي للهواتف الذكية كان صعباً، إلا أنه مع الممارسة أصبحت أجيد استخدامه». وأضاف «الحياة في السابق كانت أصعب مما نحن عليه الآن، إذ أصبحت هذه الهواتف وسيلة لتقريب البعيد وللقريب أيضاً، إذ بإمكانك التواصل مع الآخرين حتى وهم خارج بلدك بكل سهولة ويسر على عكس السابق». وحول أضرار التكنولوجيا قال الحاج مكي الدقاق: «لا أعتبرها مضرة أبداً، لأنني أقوم باستخدامها في أمور العمل أو في أوقات فراغي، إذ لا تشغلني عن وقتي، بل على العكس استثمرها من أجل تحقيق الفائدة». أمام الحاج محمد جواد (62 عاماً)، قال: «بدايتي مع التكنولوجيا مبكرة جداً، إذ أنني قمت بالتعامل معها في بداية انطلاقها إلى يومنا هذا، ومما يجعلني أقوم باستخدامها هو حاجتي لها». وتابع «في السابق كان الوصول إلى مكان معين صعب جداً، أما الآن أصبح الأمر سهل وذلك من خلال البرامج المتطورة في جهاز الهاتف». وأضافَ «التكنولوجيا هي عامل للسرعة، إذ بإمكانك الحصول على كل ما تريد في وقت قصير على العكس من السابق، وأيضاً أقوم باستخدامها لشغل وقت الفراغ وبعض الهوايات التي تركتها إلى أن أصبحت أمارسها بشكل افتراضي من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة، فعلى سبيل المثال لقد كنت في السابق لاعب (بولينغ) إلا أنني تركت هذه اللعبة على أرض الواقع ولكنني أصبحت أمارسها بشكل افتراضي». وشاطر جواد رأي زميله الدقاق بغياب الأضرار الحقيقية وراء استخدام التكنولوجيا الحديثة، إذ أكد أنه لا يوجد أي آثار سلبية أثناء استخدامه لها... لكن الحاج جواد انتقد البعض الذي يسيء استخدام التكنولوجيا من خلال استخدامه لبعض المواقع المضرة.المرأة ومواكبة العصر الحديث أما الحاجة معصومة دانا (59 عاماً) أكدت أنها دخلت عالم التكنولوجيا الحديثة قبل نحو 4 سنوات، بعدما أحضر لها أحد أبنائها هاتفاً ذكياً. وتقول: «لقد ساهمت التكنولوجيا في تطوير ذاتي ونفسي، إذ أنني أصبحت أكثر تواصلاً مع الأهل والمعارف سواء من قريب أو بعيد بعد أن كنت سيدة منزل قلما اخرج أو ازور أحداً». وتابعت «ساهمت محتويات هذه التكنولوجيا في زيادة مستوى ثقافتي وفهمي للجيل المعاصر وأهم اهتماماته. كما أصبحت أكثر فهما لاهتمامات الشباب ولاسيما أبنائي». وواصلت: «إن استخدام التكنولوجيا الحديثة أحدثت نقلة في حياتي بعد أن كانت اهتماماتي في السابق تنحصر في جو العائلة ومتطلباتها، بينما الجميع منشغل بتطوير وتثقيف نفسه، أما الآن فقد جعلتني التكنولوجيا أتفوق على بعض أبنائي في اكتشاف واستخدام بعض البرامج والتطبيقات الحديثة (كالفايبر والانستغرام وغيرها)، كما باتت تصلني آخر الأخبار، وبها أصبحت أتحدى زوجي في المعلومات والمجالات التي يعد نفسه خبيرا فيها». أما الحاجة فاطمة علي (53 عاماً)، فتقول: «يعتبر الهاتف النقال عبارة عن وسيلة تواصل بين الأهل والأصدقاء، كما أن جهاز الهاتف ساعدني كثيراً في تخليص أمور الحياة منها التواصل مع الآخرين وسرعة الوصول إليهم». وتواصل: «طورت التكنولوجيا من مستوى القراءة لدي، ففي السابق كانت القراءة لدي بسيطة نظراً إلى مستوى تعليمي البسيط، أما الآن فأصبحت الكتابة والقراءة سهلة بالنسبة لي». واختتمت حديثها: «إن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، إذ أنها تأخذ من وقتي الكثير، حتى أصبحت أهمل لاسيما الأعمال المنزلية».لا حاجة لها الجميع أكد على فائدة التكنولوجيا وأهميتها في الحياة، لكن الحاج أحمد ميرزا (75 عاماً) لم يتفق مع الآراء السابقة. وذكر ميرزا أن التكنولوجيا تعتبر عبء مادي أكثر من كونه مفيد في الحياة، وأكد أنه لا حاجة له في ما وصل إليه العصر الحديث. ويبرر ذلك بالقول: «استخدامها بالنسبة إليّ صعب جداً، ولا حاجة لي فيه لأنني لا أجيد استخدامه، إذ أنني لم أتلقى التعليم وهذا الأمر يتطلب شخص متعلم يستطيع مواكبة متطلبات هذا العصر».
مشاركة :