الاحتفاء بالإعفاء | إبراهيم محمد باداود

  • 2/2/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعجبت كثيراً من قيام البعض بإعلان مشاعر الغبطة والسرور وإقامة الحفلات بسبب صدور أمر إعفاء أحد المسؤولين ، وسررت عندما قامت الجهات المختصة بالتصدي لأحد المحلات التجارية والذي أعلن قيامه بتوزيع المشروبات الساخنة مجاناً بمناسبة إعفاء ذلك المسؤول ، فمهما بلغت درجات الخلاف فيما بيننا وبين الآخرين ، ومهما كان شعورنا تجاه أحد المسؤولين فلايجب علينا أن نقوم بمثل هذه التصرفات التي تفوح منها رائحة السخرية والشماتة . يبقى المسؤول مهما كان موقعه إنساناً يصيب ويخطىء ويجتهد وقد تصدر منه تعليمات بقصد أو بدون قصد غير صحيحة ولكن لو كل إدارة رسمية تم إعفاء مسؤولها من العمل قام بعض موظفي تلك الإدارة ببعض مظاهر الفرح والإحتفالات فكيف سيكون وضع مجتمعنا اليوم ؟ وهل هذا هو الأسلوب الأمثل لإبداء عدم رضانا عن المسؤول السابق والترحيب بالمسؤول الجديد ؟ وهل المسؤول الجديد الذي تم تعيينه سيكون نموذجياً ويبقى للأبد أم أن مصيره أن يعفى ؟ ولو أعفي هل سيسمح لمن كان مخالفاً لأفكاره وتعليماته أن يقيم الإحتفالات بمناسبة هذا الإعفاء ؟ لكل مسؤول إيجابيات وسلبيات وعلى الرغم من أن هناك بعض المسؤولين كان الناس يعانون منهم كثيراً فقد ساهموا في وقف معاملاتهم لعدة سنين وتعطيل مصالحهم وتأخير بعض المشاريع التنموية لأسباب غير منطقية إلا أن كل ذلك لايمكن أن يكون سبباً أن يقوم بعض الناس بإعلان مظاهر الفرح والاحتفال لإعفاء بعض المسؤولين . إنها ظاهرة غريبة وعجيبة على مجتمعنا ويجب على الجهات الرسمية أن تقف لها بالمرصاد وأن تطبق بشأنها أقصى العقوبات وتحاربها وأن تحرص على عدم انتشارها وتحذر منها فيكفي مافي مجتمعنا من أمراض ولسنا في حاجة إلى مرض جديد يساهم في نشر الفتنة والفرقة فيما بيننا . لقد حرصت الدولة على وضع الأنظمة والقوانين التي تنص على محاسبة المسؤولين ، فكل مسؤول أخطأ هناك نظام ودولة تقوم بمحاسبته على خطئه وتطبق بشأنه العقاب الذي يصدر بحقه من قبل الجهات المختصة ، أما أن يقوم بعض أفراد المجتمع بمحاسبة المسؤول والتشهير به والاحتفاء لإعفائه فهذه فوضى تحتاج إلى محاسبة وعقاب إذا ثبتت. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :