ناقشت الهيئة العامة لقصور الثقافة تاريخ شخصية المؤتمر المفكر الاقتصادي طلعت حرب في ثاني الموائد المستديرة من فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمؤتمر أدباء بعنوان "المنتج الثقافي بين حرية الإبداع واقتصاديات الصناعة.. دورة المفكر الاقتصادي طلعت حرب" ويرأسه د. مصطفى الفقي ويتولى أمانته محمد عزيز وتنظمه الإدارة العامة للثقافة العامة خلال الفترة من 18 إلى 21 ديسمبر الجاري بمحافظة مطروح. تحدث خلال المائدة المستديرة إيهاب الورداني وعلي الفقي وأدارها سمير الفيل، افتتح الورداني الندوة موضحا أن طلعت حرب لم يكن مصلحا اجتماعيا واقتصاديا فحسب ولكن كان مثقفا عضويا صاحب رؤية حيث دخل معارك فكرية متنوعة منها معركته لتدريج حرية المرأة في مواجهة موقف قاسم أمين وإن اتفقا في الرؤية ولكن كان طلعت حرب أكثر اتساقا مع الواقع المجتمعي فقد شاهدنا ما عانته الثقافة المصرية عقب التغير الاقتصادي المفاجئ في السبعينيات "الانفتاح، وأشار الورداني لخسارة شركة مصر للغزل والنسيج نتيجة سوء الإدارة.وفي كلمته أشار الفقي إلى دور طلعت حرب الوطني مثلا ليس فقط من خلال إقامة بنك مصر لتمويل المشروعات الوطنية ومهد لذلك بكتابه "علاج مصر الاقتصادي" في 1911 وسعى من خلاله لتمليك الأرض للفلاحين بقروض ذات فوائد بسيطة في مواجهة الاستدانة من المرابين بفوائد باهظة، ومنها انطلقت مجموعة من الشركات منها مصر للتعمير ومصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى واستديو مصر وغيرها من المشروعات الوطنية.ومنها انطلق الفقي لعلاقة الاقتصاد بالثقافة وأيهما أكثر تأثيرا من الآخر، مشيرا لأن انهيار الاقتصاد المصري مؤخرا أثر سلبا في المنتج الثقافي، وتساءل هل الثقافة مجرد منتج أو سلعة تخضع للعرض والطلب، مضيفا أن الفترة كانت بها العديد من الأصوات والحركات الوطنية خاصة بعد ثورة 1919، ولكن تراجع ذلك في الفترات اللاحقة.أوضحت هويدا صالح على فكرة موسوعية المعرفة لدى طلعت حرب مشيرة لانغلاق الكثير من أساتذة الجامعات في الوقت الحالي، وطالبت بتوعية رجال الأعمال لأهمية دور الثقافة.أشار علي عبد العزيز إلى أول فيلم تم إنتاجه في استديو مصر "العزيمة"، مؤكدا على أنه أشرك معه المصريين لبناء اقتصاد الوطن دون تمويل خارجي يتحكم في مقدرات مصر.أعرب عن شكره لأمانة المؤتمر على شخصية مرتبطة بشكل حقيقي بعنوان المؤتمر وفاعلة بشكل حقيقي في الاقتصاد الوطني واعتبره واحد ممن من استقلوا بمصر قبل ثورة 23 يوليو، وبمراجعة اضطرابات 47 و48 بالمحلة وكيف تعامل معها المحتل بقلق بالغ وحرص على تهدئتها، وهو ما حرم المحلة من وجود جامعة حتى الآن حتى لا يلتحم العمال مع طلاب الجامعات، مضيفا أن الغزل والنسيج تحول من حرفة بالمحلة إلى صناعة.تناول سامي الرفاعي في مداخلته العلاقة بين الجانب المعنوي "التعليم والثقافة والعادات" والجانب الاقتصادي وتشابكها والتأثيرات المتبادلة بينهما.أكد فرحات جنيدي على أن الثقافة تشمل الكثير من الجوانب وأن طلعت حرب استفاد من هذه الرؤية في تكوين نظرة مستقبلية ورؤية مؤكدا أن التسويق الجيد على الإنترنت قد يكون مربحا أكثر من دار نشر كاملة.
مشاركة :