أيام قليلة ويبدأ الهجوم الكبير على مدينة الإسكندرية ، وكما يحدث سنويا فإن عروس البحر ، تصبح "علبة سردين" خلال فصل الصيف بفعل جحافل البشر التي تهبط عليها من مختلف بقاع المحروسة .أهل الإسكندرية ، لا يقولون شيئا ، بل يرحبون بالسادة الضيوف ، الذين يتسببون في زحام غير عادي ، وغلاء غير عادي ، وتشوه للبيئة غير عادي ، حيث يصبح الأمر طبيعيا أن ترى من يجري هنا وهناك بشارع الكورنيش مرتديا الزي الرسمي لهذا المناسبة العظيمة والذي يكون في الاغلب شورت "عبك" أو "دمور" ..كل هذه أمور عادية ، فالإسكندرية مدينة مفتوحة ، بلا أسوار ، ولا جوازات سفر ، ولا تأشيرات ، فهي ليست كما - كانت قديما - ، حيث لم يكن من حق المصريين أن يدخلوها ، فقط أهالي اليونان والفلاسفة والمفكرين والغرباء، الأمر غير العادي هو التدابير التي اتخذتها المحافظة بقيادة المحافظ عبد العزيز قنصوة والسادة الكبار ، لا نعرف عنها شيئا ، وكأننا سنفاجأ بفصل الصيف ، فماذا فعل المحافظ في الطرق والكورنيش والشواطئ والمياه واشتراطات السلامة ، ومراقبة الأسعار ..لا أحد يعرف .. !الإسكندرية مثل المركب المتهادي يسير ببركة الله ، فلولا المشروعات القومية الكبرى ، لصار الأمر جنونيا ولا يطاق ، فالناس تنتظر الانتهاء من محور التنمية لترى الانفراجة المرورية ، وتنتظر قدوم الدورة الإفريقية لترى بعض اللمسات والتحسينات على الطرق ، حيث يبدو الأمر عشوائيا واختياريا ، فهناك طرق يتم سفلتتها وأخرى مليئة بالحفر كما هي ، والكلمة الأثيرة عند سيادة المحافظ ـ إرجاع كل شيء الي أصله ـ الناس تتعجب منها حيث أن أصل كل شيء كان خربا فكيف نعود الى الخراب .. ؟يبدو أنني أحارب بمفردي ، من أجل المدينة ، ولا أجد من يقف بجانبي حتى بكلمة ، فعندما قلنا في هذا المكان قبل أيام أن معرض الإسكندرية للكتاب لا يليق بالمكان ولا الزمان ولا الإنسان ، هاجت الدنيا وماجت ، وعندما وقفت في وجه وزير سابق ادعى أن الإسكندرية تحولت الي كوكب قرود ، لم أجد من يؤيدني ، ولم تخرج المحافظة حتى ببيان صغير يكذب ما قاله الوزير الثمانيني ، ويشرح له أن المدينة ورشة عمل لا تكل ولا تمل، ويبدو أن الجميع مرتاح لما يحدث ، وأن المركب تسير كما يحلو لها ، وكما تميل الرياح تميل..هل الإسكندرية أكبر من كل هؤلاء يا سادة ؟ ، هل نطلب كامل الوزير ليعيدها الي مسارها القديم ، أم أن الامور تفلتت ؟لا أدري ..من المؤلم مثلا أن " الرياضة بالإسكندرية " ، في الحضيض ، وأنديتها تصارع للبقاء في الدوري الممتاز ، أما وزارة الشباب والرياضة وبالمناسبة تقودها سيدة نشطة هي د. صفاء الشريف ، فلا تعرف أهمية الرياضة في تاريخ الإسكندرية ، وأنا وغيري نتساءل: لماذا لا يتم تنظيم سباق جري شهري لتخريج وتفريخ الأبطال ، يشارك فيه الجميع بما فيهم السيدة وكيلة وزارة الشباب والرياضة ، لماذا لا يتم اكتشاف المواهب في كافة الرياضات ، لماذا لا يتم تفعيل مبادرات رياضية في المدارس ، ماذا يفعل مسئولو الرياضة في الإسكندرية غير عقد ندوات تثقيف الشباب ، وحفلات الاستقبال والزيارات والتأكيد على أن الاندية الشعبية ومراكز الشباب وحدات مستقلة تدر دخلا، وكأن الامور كلها أصبحت تدور حول " السبوبة " ، ولا يهم البشر ..الإسكندرية في حاجة الى إعادة صياغة ، الي فكر جديد ، الي ناس تعرف قدرها ، وتسعى الي تعزيز دورها ..الإسكندرية تبحث عن كامل الوزير في كل المواقع ..ولنا عودة ..
مشاركة :