إبراهيم رضوان يكتب: مراحيض إسكندرية !

  • 6/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من أهمية المراحيض العمومية ودورات المياه العامة، في مساعدة الوافدين على قضاء حوائجهم، إلا أنها في ذات الوقت تشكل خطورة كبيرة على حياة المواطنين وخاصة في ظل الإهمال الذي تملك منها، وجعل الكثير منها مكانا موبوءا.وفى الإسكندرية، كانت الحمامات العامة موجودة فى عدد من شوارعها قديمًا، خاصة فى المناطق السياحية، لكن مع مرور السنين طالتها يد الإهمال والتخريب وأغلق بعضها وما زالت هناك بعض الحمامات التى توجد فى الميادين والأماكن القديمة، مثل «بحرى، المنشية، محطة الرمل، محطة مصر، الحضرة» وتعتبر هذه ميادين عامة يوجد فيها يوميًا الآف المواطنين لركوب المواصلات أو التنزه أو السياحة ، وغالبًا ما يستخدم هذه الحمامات سائقو الأجرة بسبب عملهم يوميًا فى الشوارع لمدة تزيد على 24 ساعة، ويضطرون إلى اللجوء لدخول دورات المياه، التى تعانى من الإهمال وعدم النظافة الدائمة، بالإضافة إلى غياب الأمن، فكثير من كبار السن يخشون دخول الحمامات العامة خوفًا من الأمراض والأوبئة المنتشرة، أو وجود البلطجية والخارجين عن القانون داخل الحمامات.للأسف المراحيض العامة سقطت من حسبان جميع المحافظين الذين مروا على الإسكندرية ، بأعتبارها شئ كريه ، ولكنها قنبلة موقوته ، خاصة تلك المراحيض القديمة المغلقة والتي أصبحت أفخاخا للسيارات العابرة ليلا.تحدثت الي اللواء أحمد بسيوني سكرتير المحافظة السابق والذي أكد لي أنه كان بصدد إسناد إدارة هذه المراحيض لإحدى الشركات الخاصة بمقابل زهيد ، ولكن للأسف المشروع توقف لأنه ليس في دائرة الإهتمام ، ولا يدرجه المحافظين ضمن أجندة الجهود التي قاموا بها في حال التجديد لهم مع أن الأمر جدي وفي غابة الخطورة.المشكلة الأكبر في الإسكندرية ، وجود مراحيض قديمة كانت تستخدم في الثلاثينات والأربعينات مثل " مرحاض سيدي المتولى " الذي كان يخدم طبقة العاملين في بورصة القطن والبنوك ، ولكن للأسف هذا المرحاض الذي هو تحت الأرض لم يعد مستخدما منذ سنوات طويلة ، وأصبح أثرا بعد عين ، وتسبب في وقوع حادثة دامية بسبب سياجه الحديدي الممتد فوق الأرض ، فضلا على أنه مرتع للأمراض والأوبئة ومدمني المخدرات ومنظر مشوه للبيئة.نداء من أهل الإسكندرية للسيد المحافظ بضرورة الإهتمام بالمراحيض العمومية ، مع ردم القديم منها والمحال للتقاعد منذ سنوات طويلة ، أو إسنادها الي شركة خاصة لإدارتها تكون مسئولة عن نظافتها.الإسكندرية تستحق هذا الجهد من كل مسئول ، فلا يصح أن ننشئ هذه المشاريع العملاقة مثل " محور المحمودية " ، وفي نفس الوقت نبقي على هذه المراحيض ونغمض أعيننا عنها لتكون منظرا مشوها للمدينة.اهتموا بالمراحيض العمومية فهي عنوان الحضارة.

مشاركة :