بشائر الفقع المحلي تصل السوق العماني

  • 12/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - حسين أبوندا: بدأت بشائر الفقع القطري بالوصول إلى السوق المركزي بعد أن ساهمت أمطار الخير التي هطلت على البلاد في الأشهر الماضية في توسّع رقعة ظهور هذا النوع من الثمار الذي يُفضله المواطنون في البر القطري. وبدأ تجار السوق العماني بعرض الفقع القطري بأسعار مرتفعة مقارنة بالأنواع الأخرى المستوردة من الجزائر والمغرب حيث يباع الصندوق الصغير من هذا النوع وزن كيلوجرام واحد بسعر 350 ريالاً مقارنة بالأنواع الأخرى المستوردة التي تباع بأسعار تتراوح من 80 إلى 200 ريال للصندوق من نفس الحجم والكمية. وأشار عدد من البائعين إلى أن الفقع القطري يعتبر النوع الأكثر مبيعاً عند وصوله إلى السوق العماني حيث يحرص المواطنون على السؤال عنه قبل أي نوع آخر ولا يمانعون من شرائه بالمبالغ الذي يحدّده التجار، لافتين إلى أنهم يشترونه من المصدر بأسعار مرتفعة. وفي نفس السياق حرصت بلدية الدوحة في السوق العماني على توفير عدد من الأكشاك الخاصّة لبيع الفقع نظراً لوصول كميات كبيرة إلى السوق من عدّة دول أهمها الجزائر والمغرب وتونس، حيث خصصت البلدية تلك الأكشاك للبائعين الذي قاموا بشراء الفقع من المزاد اليومي الذي يقام في كل يوم في السابعة والنصف صباحاً. وأكد فاروق حسن (بائع) أن الفقع القطري يعتبر من أفضل أنواع الفقع وسعره مرتفع مقارنة بالأنواع الأخرى كما يتميّز بمذاق مختلف عن باقي الأنواع الأخرى المستوردة، مشيراً إلى أن معظم الزبائن من المواطنين يسألون أولاً عن الفقع القطري وفي حال عدم توفره، يقوم بشراء النوعيات الأخرى التي تصل من الجزائر والمملكة العربية السعودية. وأشار إلى أن سبب ارتفاع سعره أيضاً يعود لأن الباحثين عنه الذين يأتون إلى السوق العماني لبيعه على التجار يرفضون بيعه بسعر منخفض، خاصة أن عملية العثور عليه تطلبت منهم جهداً ووقتاً طويلاً ومعظمهم يفضل الاحتفاظ به لنفسه لو لم يصل إلى السعر المناسب بالنسبة إليه. وأوضح أن أسعار النوعيات الأخرى من الفقع تتفاوت من يوم لآخر، ففي اليوم الذي تصل فيه كميات كبيرة من الفقع الجزائري فإن سعر الصندوق الصغير من فقع الخلاص الذي يزن قرابة 750 جراماً ب 80 ريالاً والزبيدي ب 150 ريالاً، أما صندوق الزبيدي الذي يتجاوز وزنه الكيلو ونصف الكيلو فيباع بسعر 250 ريالاً. ولفت إلى أن سعر الفقع يختلف أيضاً على حسب الحجم حيث توجد بعض الأنواع التي تصل حبة الفقع منها إلى ما 250 جراماً وأحياناً 500 جرام يباع الصندوق منها ب 1500 ريال للكيلو. وأوضح محمد حميد (بائع) أن الكميات التي وصلت من الفقع القطري مناسبة وأحجامها متوسطة ويتم شراؤها من المزاد الذي تقيمه إدارة السوق فور وصولها، حيث يتنافس التجار للحصول عليها نظراً لأن الزبائن يفضلون هذا النوع من الفقع. وأشار إلى أن كميات الفقع التي تصل إلى السوق كبيرة وخاصة القادمة من الجزائر والمغرب وتونس، لافتاً إلى أن المزاد يشارك فيه عدد كبير من المواطنين وتجار التجزئة الذين يشترون الأربعة صناديق من الفقع الزبيدي بسعر يتراوح من 2000 إلى 2500 ريال على حسب الأحجام. ومع تحسّن الأجواء بدأ عدد كبير من المواطنين في الخروج في رحلات البحث عن الفقع، حيث تنتشر في المناطق البريّة أعداد كبيرة من المواطنين الذين يتنقلون بين الرياض في المناطق الجنوبيّة والغربيّة والشماليّة من البلاد بهدف الحصول على هذا النوع من الثمار الذي يعتبر المُفضل للمواطنين. ويحرص المواطنون على ركن سيارتهم بعيداً عن الأماكن التي يقومون بالبحث عنها على الفقع حتى لا تتسبب عجلات السيارات في الإضرار بمناطق إنبات الفقع وبهدف الحفاظ على الغطاء النباتي. ويخصص بعض المواطنين طلعات برية خاصة في شمال البلاد للبحث عن هذه الثمار الثمينة من خلال تجوّلهم في المناطق التي شهدت هطولًا للأمطار، لأن الفقع لا ينمو إلا بعد نزول الأمطار من دون تدخل الإنسان، ويستدل على مواقعها من خلال بروز وتشقق سطح الأرض فوق الفقعة، ويعرف أصحاب الخبرة هذا الأمر ويتم الحفر حوله برفق تجنباً لإتلاف هذا الفطر الثمين. أبحاث وقد اهتمّ الباحثون بالفقع لمعرفة ما يحتويه من مواد وهي: 9% بروتيناً - 13% مواد سكرية - 1% دهوناً - وكذلك يحتوي على نفس المعادن التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين (ب2)، وبعض الأحماض المُساعدة للجهاز الهضمي. وتشمل أنواع الفقع “الزبيدي”، ولونه أبيض وبحجم التفاح العادي، و”الخلاص”، ولونه يميل للحمرة، وهو يميل إلى السواد وصغير الحجم، و”الهوبر”، ولونه أسود، وهو يسبق بقية الأنواع في الظهور وغير مطلوب ويأكله القليلون. فوائد الفقع وأكّدت العديد من الأبحاث الطبيّة فوائد الفقع كمطهّر للعين ومعالج لها، وقد أجريت التجارب على مصابين بالتراخوما، كما تفيد قشرة الفقع في علاج الحروق، وذلك بعد تجفيف القشرة لمدة عشرة أيام في الشمس ومن ثم وضعها على الحرق يومياً، وكذلك يعتبر الفقع علاجاً مقوياً للأظفار ومنع سرعة تكسرها أو تقصفها وعلاجاً لتشقق الشفتين واضطراب الرؤية، واشتُهر الفقع كمقوٍ للجنس وذلك بعد التجفيف والسحق (الطحن) وقبل ذلك غسله جيداً وتنظيفه.

مشاركة :