إعداد: بنيامين زرزور تهيمن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، على تركيز قوى السوق في «وول ستريت» هذا الأسبوع، ويراقب المستثمرون بداية موسم نتائج الشركات للربع الأخير من عام 2018 لمعرفة كم منها يسير على درب شركة «أبل» ويطلق تحذيرات حول تراجع الأرباح. وفي الوقت نفسه، ينتظر من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيرمي باول الذي منح الأسهم يوم الجمعة حقنة إنعاش، أن يعزز ثقة الأسواق من خلال الاستمرار في التأكيد على موقفه الحمائمي حيال رفع أسعار الفائدة ومرونة سياسته النقدية. وكانت شركة «أبل» قد وجهت صفعة للأسواق بعد الإعلان عن تراجع مبيعاتها من أجهزة «آي فون» في الصين، لتؤكد أن أضرار الحرب التجارية لن تقتصر على الصين؛ بل يمكن أن تنتقل عدواها إلى الاقتصاد الأمريكي، وتزامن الإعلان مع انخفاض كبير في مؤشر معهد إدارة سلاسل التوريد في القطاع الصناعي الأمريكي، وحملت الحرب التجارية مسؤولية ذلك الهبوط. وقالت كوينسي كروسبي خبيرة الأسهم في شركة «برودنشال فاينانشل»، إن ما تحتاج إليه الأسواق هذا الأسبوع وما بعده هو مؤشرات إيجابية من أرباح الشركات تعيد للمستثمرين شيئاً من الثقة المفقودة، أمّا إذا لم تنجح الشركات في ذلك فسوف تنعكس سلباً على السوق. ويستأنف الصينيون والأمريكيون اليوم، مفاوضات التجارة على مستوى نواب الوزراء وعلى مدى يومين وهناك لقاء آخر الأسبوع المقبل، ولا شك أن هذا الحدث الذي نشط أداء الأسهم يوم الجمعة الماضي، يقع في مقدمة منشطات السوق، خاصة أن مؤشرات ضعف أداء الاقتصاد الصيني التي اضطرت الحكومة لتخفيف القيود على منح القروض الأسبوع الماضي لتنشط الاقتصاد، باتت تؤرق الكثير من المستثمرين. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يتباطأ النمو في الاقتصاد الأمريكي بشكل طفيف، إلى نطاق يتراوح بين 2 و 2.5٪ في النصف الأول من العام الجديد، وسط تفاعل بطيء من الأسواق التي تخشى تباطؤاً أشد خاصة بعد التقرير المذكور حول القطاع الصناعي المخيب للآمال الذي كشف عن تراجع حاد في حركة الطلب. وتحظى البيانات الاقتصادية بتركيز شديد على أمل تعزيز الاتجاه الإيجابي لأداء الاقتصاد خاصة بعد تقرير الوظائف لشهر ديسمبر الذي كشف عن تحقيق 312 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي وعن سوق عمل قوي، حيث ارتفع معدل نمو الأجور بنسبة 0.4 في المئة. ويستقبل السوق هذا الأسبوع كمّاً من التقارير المهمة، في إطار تعزيز الثقة، منها تقرير معهد سلاسل التوريد حول قطاع الخدمات اليوم الاثنين، وتقرير التجارة الدولية غداً الثلاثاء، لكن أهم التقارير التي ينتظرها السوق سيكون تقرير التضخم في أسعار المستهلك يوم الجمعة. وأشار باول في حديثه يوم الجمعة الماضي، إلى أن التضخم لم يكن مصدر قلق للاحتياطي الفيدرالي ولا يزال الاقتصاد في حالة جيدة على الرغم من المخاوف، وقال إن المجلس يتابع ما يجري في السوق والذي يعكس صورة أضعف مما تكشف عنه البيانات الاقتصادية، وركز باول على مرونة المجلس في التعامل مع رفع أسعار الفائدة واستعداده لخفضها إذا اقتضى الأمر.
مشاركة :