الأراضي ليست الحل - خالد عبد الله الجارالله

  • 2/8/2015
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

الحاجة أصبحت ملحة الى مبادرات متكاملة ومتوازية تسهم في حل مشكلة الإسكان. لقد سئمنا الحلول الجزئية والوقتية التي لم تحقق المأمول ومنها حلول وزارة الإسكان التي أصبحت مبعثرة من خلال منتجاتها المتنوعة والتي تعاني من التأخير في إنجازها. توزيع الأراضي ليس الحل الأمثل، بل يكمن الحل في منتجات سكنية متنوعة فلل وشقق مختلفة المساحات داخل أحياء سكنية مكتملة الخدمات، سواء عن طريق الجهات الحكومية او بالتعاون مع القطاع الخاص. لقد عانينا كثيرا من العشوائية في التخطيط والتنفيذ طوال عقود نتج عنها بناء فردي وسوء تنفيذ ونقص في الخدمات والبناء خارج النطاق العمراني وتشوه في أشكال المباني وعشوائية الشوارع التجارية. كل هذا أدى الى إثقال كاهل الدولة ماليا في مراحل لاحقة في سعيها لإيصال الخدمات والضغط على السوق وارتفاع الأسعار وتحول الأفراد والمستثمرين وشركات التطوير الى المتاجرة في الأراضي وأخيرا الى الاحتكار والنتيجة النهائية عدم القدرة الشرائية لمعظم المواطنين ومنهم شريحة متوسطي الدخل! لقد تغيرت الأذواق وارتفع مستوى الوعي لدى المواطن وتغيرت ثقافة المجتمع وزادت القناعات بأهمية تملك المسكن وهنا زادت التطلعات لدى طالبي السكن من غير مستحقي مشاريع الإسكان فجل ما يريدونه وحدة سكنية في حي مكتمل الخدمات وفي بيئة تساعد على السكن بعيدا عن العشوائية. لقد ولى زمن الفردية في القرار وفرض ذوق المُنتج للوحدة السكنية فردا كان أو مؤسسة وأصبح المستهلك النهائي صاحب القرار ومثل هذه المتطلبات لا يمكن تحقيقها الا من خلال المشاريع الريادية والكبرى والتي تتوفر فيها وسائل الحياة العصرية. الحلول الحكومية ستفرض واقعها على السوق من خلال المبادرات والأنظمة التي تساعد على التنمية، ومنها القرار الذي صدر عن خادم الحرمين الملك سلمان - يحفظه الله- بتخصيص 20 مليار ريال لإيصال الخدمات لبعض المخططات السكنية داخل المدن والذي سيكون عاملاً رئيساً في زيادة المعروض من الأراضي السكنية القابلة للتطوير والتي ستسهم في تخفيض الأسعار. أي مبادرة حكومية من هذا النوع ستسهم بلا شك في توازن السوق ووقف الارتفاعات العشوائية للأسعار والضغط على المحتكرين بتخفيض اسعارهم وزيادة المعروض. أملنا كبير في مبادرات أخرى لحل مشكلة معظم الأسر خصوصا المواطنين الذين لن يستفيدوا من مشاريع وزارة الإسكان ولعلها تظهر مبادرات أخرى حكومية. بكل التفاؤل والامل ان يكون القادم أجمل ويصب في مصلحة الوطن والمواطن كما عهدناه من ولاة امرنا منذ توحيد المملكة، وأقول لوزرائنا الجدد لقد منحتم الفرصة لخدمة وطنكم ولتثبتوا أن هناك حلولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع متى كان هناك حرص ومتابعة، ولعل الدماء الشابة المتحمسة تعمل على البحث عن الحلول المبتكرة والمجدية والتي تسهم في توفير السكن للمواطنين بعيدا عن النمطية.

مشاركة :