خبراء لـ «الاتحاد»: قطر تستخدم الورقة الإيرانية في سوريا للبقاء في المشهد السياسي

  • 1/10/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع سياسيون على أن الإعلان القطري بأن لإيران مصالح «مشروعة» في سوريا، يعكس حجم التنسيق المشترك بين الدوحة وطهران، وأن لهما مصالح مشتركة في الملف السوري، مؤكدين في تصريحات لـ «الاتحاد» أن التدخل الإيراني في سوريا هو السبب وراء تعقيد الموقف في سوريا وصعوبة الوصول إلى أي تسوية للأزمة. وأوضحوا أن قطر تستخدم ورقة التدخل الإيراني في سوريا لاستخدامها وتوظيفها سياسياً، مشيرين إلى أن الموقف القطري الأخير هو الورقة الأخيرة في يد نظام الدوحة للإبقاء على تواجده في الساحة السورية. وكان السفير القطري في موسكو، فهد بن محمد العطية، قال في تصريحات إعلامية إن لإيران مصالح «مشروعة»، بحسب تعبيره، في سوريا، مضيفاً أن قطر لا تمانع أن تحمي طهران مصالحها هناك. توظيف سياسي بداية، أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أن التنسيق الإيراني القطري مستمر في سوريا، وأن التصريح القطري الأخير جاء متزامناً مع انطلاق دعوات عربية وعالمية لإخراج القوات الإيرانية وقوات الحرس الثوري وقوات حزب الله اللبناني من سوريا، خاصة بعد أن أعلنت القوات الأميركية انسحابها من هناك خلال الأشهر الأربع القادمة. وأضاف، أن الموقف القطري جاء أيضاً مع ظهور بوادر على تحسن العلاقات العربية مع سوريا، وحرص دول عربية على تعزيز هذه العلاقات من أجل غلق الباب أمام الأطماع الإقليمية في سوريا والعمل على عودتها للحضن العربي. ولفت إلى إعادة انتشار القوات الإيرانية مرة أخرى في 6 مدن سورية وليس في الجنوب السوري فقط مثل اللاذقية وإدلب وريف حمص، مؤكداً أن قطر تدعم العناصر الإيرانية في سوريا خاصة في إدلب ولن تتخلى عنهم، وستستمر في دعمهم في الفترة القادمة كورقة ضغط من الجانب القطري. وأكد أن قطر تستخدم ورقة التدخل الإيراني في سوريا لاستخدامها وتوظيفها سياسياً، لأنها الورقة الأخيرة في يد النظام القطري للتعامل مع المشهد السياسي السوري في الفترة القادمة بعد أن انهارت الجماعات المسلحة التي كانت تدعمها الدوحة في سوريا. تهديد أمن المنطقة من جانبه، أكد الدكتور طه علي باحث سياسي في الشأن الخليجي، أن الدوحة تعمل بكل السبل لتوسيع إطار العلاقات مع إيران بل والعمل على تعزيز تواجد المحور القطري التركي الإيراني على الساحة العربية بصورة عامة والسورية على وجه الخصوص لمواجهة، إجراءات دول الجوار وخاصة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات ومصر والبحرين. وأشار إلى أن قطر استعانت بطهران وأنقرة ودفعت الغالي والنفيس بهدف تهديد أمن المنطقة، وبالتالي نظام الحمدين يسعى لدعم كل المخططات التي تهدد الأمن القومي العربي ليس في سوريا فقط، لافتاً إلى أن قطر لعبت دوراً تخريبياً أيضا في الصومال بدعمها لحركة الشباب هناك، ولعبت أيضاً في ملف حوض النيل من أجل الضغط على الأمن القومي المصري، وكذلك الحال في الأزمة اليمنية. وأكد، أن دعم قطر للتواجد والتدخل الإيراني في سوريا سيؤدي إلى ضرر كبير بالقضية السورية، خاصة وأن إيران تسعى لمد نفوذ أكبر لها في العالم العربي وتهديد دول المنطقة، مشيراً إلى أن إيران تزيد من صعوبة حل الأزمة السورية. وأشار، إلى أن التواجد الإيراني في سوريا يحقق لها مصالح كبيرة، وهذا التواجد مرتبط أيضا بعدة دول أخرى مثل العراق، مشيراً إلى أن التدخل الإيراني في سوريا مكسب لصانع القرار الإيراني سوف يجعله يبذل كل غال ونفيس من أجل عدم التراجع عنه، مؤكداً أن إعلان قطر بأن التدخل الإيراني في سوريا مشروع؛ دليل على الخيانة القطرية لمنظومة الأمن القومي العربي. يعرقل تسوية الأزمة كما أكد الدكتور محمد عباس ناجي رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، أن الإعلان القطري ليس به جديد في الوضع الراهن، مؤكداً أن هناك تعاوناً أمنياً وسياسياً بين قطر وإيران في سوريا من خلال الاتفاقيات التي تمت من قبل مثل اتفاقية تبادل الأسرى أو اتفاق البلدات الأربع الذي تم في أبريل عام 2017 والذي تم برعاية إيرانية قطرية حيث كانت تدعم إيران حزب الله، وكانت قطر تدعم جبهة النصرة، وارتباط هذا الملف بالأسرى القطريين في العراق. وأكد أن الدور الإيراني القطري في سوريا كبير جداً، لافتاً إلى أن إيران تقوم بالفعل بدور كبير من أجل تحسين العلاقات بين النظام القطري والنظام السوري وبين قطر وحزب الله. وأكد أن إعلان قطر بأهمية التدخل الإيراني في سوريا ليس في صالح القضية السورية، مشيراً إلى أن التنسيق الإيراني القطري في سوريا يدعم المنظمات الإرهابية هناك، مثل جبهة النصرة وتحرير فتح الشام وحزب الله، لأن هذه المنظمات ترعاها قطر وإيران. وسوف يُعرقل تسوية الأزمة في سوريا، قائلاً: «طالما إيران تتحرك على أرض الواقع في سوريا، وتحاول أن تملأ الفراغ الناتج عن الانسحاب الأميركي من سوريا؛ فسوف يكون هناك مشكلة كبيرة تواجه حل الأزمة السورية في الفترة القادمة، وسوف يمثل تهديداً لجهود الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، خاصة أن إيران ما زالت تكرس جهودها للسيطرة الميدانية في سوريا من خلال شراء الأراضي والعقارات مع سعيها لنشر المذاهب الشيعية هناك». مشيراً إلى أن ثمة أزمة كبيرة سوف تحدث في الفترة القادمة. وأكد، أن الإعلان القطري محاولة منها لاستمرار تواجدها في الملف السوري خاصة بعد هزيمة معظم الجماعات الإرهابية التي كانت تدعمها هناك، مثل داعش وجبهة النصرة، والتي خسرت كثيراً في الفترة الماضية، بعد الضربات العسكرية، وبعد سيطرة النظام السوري على أكثر من 6% من الأراضي السورية، وبالتالي سوف تسقط رهانات قطر وتركيا في الفترة القادمة خاصة بعد إعلان تركيا إمكانية التعاون مرة أخرى مع بشار الأسد إذا نجح في انتخابات نزيهة، مشيراً إلى أن قطر ستسعى في الفترة القادمة إلى خلق قنوات تواصل بمشاركة تركيا مع نظام بشار الأسد ولن تكون إيران بعيدة عن هذه القنوات.

مشاركة :