ثار الحديث، وخاصة عبر البرامج التلفزيونية، خلال الأسبوع الماضي ، حول الدعم السخي الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للأندية الأدبية والذي بلغ " 10000000 " عشرة ملايين ريال عداً ونقداً، لكل نادٍ أدبي، فاستدعت الذاكرة مآل العشرة السابقة، وأن الأندية لم تُحدث حراكا ثقافياً يرضي المثقف، أو يشبع حاجة المجتمع الى الفعل الثقافي الذي يعيد الثقة في حيوية وحرفية ودور الأندية الأدبية الذي لعبه أدبي جدة في مرحلة سابقة، كانت محرضة على تبني الفكرة، وتعميمها في مناطق المملكة. مؤسسات المجتمع المدني الأدبية والثقافية، قلب المدينة النابض بالحيوية والحركة الثقافية التي يلمسها ليس فقط المثقف بل الفرد العادي سواء كان مواطناً أو مقيماً، ولهذا دأب ولاة الأمر على تقديم الدعم السخي إيماناً بهذا الدور للأندية الأدبية، ولإعانتها على تفعيل دورها وإحداث الحراك الثقافي الذي يساير العصر، ويشبع تطلعات المثقف ويحوله الى شريك فاعل في المناشط والمطبوعات واللجان والحفلات والمناسبات المختلفة سواء بصفته عضو الجمعية العمومية أو أنه مهتم بالشأن الثقافي. الاتهامات الموجهة سابقاً للأندية الأدبية من وسائل الإعلام والمثقفين قوبلت بالصمت المطبق من قبل مجالس إدارات الأندية الأدبية، على رأي ( ياجبل ما يهزك ريح ) والوزارة كذلك لاذت بالصمت رغم أنها مثار الحديث، ، ووكالة الشؤون الثقافية بشكل خاص، باعتبارالوزارة مسؤولة عن حال الأندية الأدبية ؛ فاللائحة انتُقدت موادها منذ صدورها، والمعدلة تكتنفها بعض التحفظات حول الدور الهامشي للجمعية العمومية، وشروط الانضمام اليها، والعشوائية التي يتم بها استقطاب كل من تقدم طالباً الانضمام اليها. لانستطيع الآن الا أن نستبشر خيراً وننتظر نتاج المرحلة القادمة، فمعالى وزير الثقافة والاعلام د. عادل الطريفي يأتي من وسط الثقافة ذاتها، فالإعلامي يمثل المثقف الشامل والواعي بالضرورة، أي إعطاء العيش لخبازه، وننتظر أن تتسلل إلينا رائحة الخبز الشهي ونتذوقه ويشبع عقولنا وأفئدتنا. أما بالنسبة للمكرمة السخية للأندية الأدبية، فبقدر قيمتها المادية والمعنوية التي تمثل اهتمام القيادة بالثقافة والأدب والمثقفين والأدباء فإننا نتمنى أن تحرك البحيرة الراكدة ، وتحدث حراكا في الحراك الثقافي الساكن في الأندية الأدبية بحجة المسؤوليات المالية وحجم الانفاق الذي أرجو أن يقنن وأن يصب في مصلحة التنمية الثقافية في المجتمع وتوفير مصادر المعرفة وتيسير وصولها الى المثقف بفتح أبواب الأندية الأدبية على مدار اليوم وتشغيل المكتبات المعطلة وتوسيع توظيف الشباب والشابات في ادارات الأندية الأدبية وتبني طباعة الكتب عن طريق لجان علمية تنتقي ليس فقط الأفضل من بين الموجود بل الأفضل جودة نوعية وفكرية ولغة وأسلوباً بقدر من الحياد كي نرتقي بالمنتج الأدبي والفكري السعودي ونصلح ما أفسدته دور النشر التجارية ونعيد للكتاب مكانته الأدبية والمعرفية. على فكرة أصبحت في مواجهة مع كل من يقابلني ويبارك لي على العشرة ملايين ريال، وكأنها ستدخل جيب المثقف، أو عضو عمومية الأندية الأدبية، ربما لا يعلم معظم الناس أن المثقف يدفع اشتراك انتسابه، ولا يدخل جيبه شئ، الا إذا كان عضواً في مجلس الإدارة، فهناك بدلات ورواتب أو مكافآت. nabilamahjoob@yahoo.com
مشاركة :