القصيدة النبطية.. صوت الناس

  • 1/22/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: عثمان حسن الشعر الشعبي، هو ابن اللغة العربية، بما يتميز به من أساليب وأدوات فنية ومجازات واستعارات وتشبيهات. فهو بالتالي، صوت الناس، وأشجان الناس، وحكايات الناس، وهو أصدق جنس أدبي يمكن أن نقف من خلاله على أشواق الأمة العربية. بهذه التوصيفات، يمكن اعتبار الشعر الشعبي، داخلاً في نسيج الحياة، وصالحاً لكل زمان ومكان، وهو بحق عنصر أساسي، في ترجمة الأحاسيس والأفكار والأحلام، وبالتالي فهو جزء من حياتنا المعاصرة. بهذه المعاني علق عدد من الشعراء الشعبيين المشاركين في مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، على أهمية هذا الجنس الأدبي ودوره في رصد حركة الحياة التي نعيشها. «الشعر ديوان العرب»، هكذا تبدأ الشاعرة السورية قمر صبري الجاسم حديثها، وهي تؤكد على أهمية الشعر الشعبي في الحياة المعاصرة، ولتوضيح فكرتها تقول: نحن نعيش زمن التكنولوجيا المتطورة، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي استطاعت أن تؤثر في جيل كبير من الشباب، وأنا هنا، أتحدث عن تأثيرات سلبية منافية للقيم والعادات التي تربينا عليها، فضلاً عن فساد الذوق العام، وهي جوانب خطيرة جداً في جانبها الاجتماعي والأخلاقي. وتضيف: الرهان على الشعر كقوة خلاقة بما يحمله من قيم وحكمة، وما يعكسه من فاعلية تسهم في تنمية الحس الجمالي عند الأفراد، أصبح ممكناً ليخلق البديل الموضوعي ضد الفوضى التي نراها في كثير من مظاهر التواصل الاجتماعي، نعم لقد استطاع الشاعر الواثق من قوة خطابه وبلاغة تعبيراته، أن يؤثر، وأن ينقذ ما يمكن إنقاذه من هذه الفوضى العارمة. الشاعر والإعلامي السعودي راشد القناص أكد أن الشعر رسالة سامية للشعوب، وهو بمثابة وسيلة خطاب فاعل تحظى بجماهيرية كبيرة في منطقة الخليج والوطن العربي، بفضل الجهود المميزة التي تبذل لخدمة أهداف الشعر، من الحفاظ على التراث والهوية الجامعة للأمة للعربية، وخير مثال ما نشهده من مهرجانات متخصصة في أكثر من بلد عربي كمهرجان الشارقة للشعر الشعبي، والمجالس الأدبية الكثيرة المنتشرة في منطقة الخليج، التي تطرح مختلف أغراض الشعر ومضامينه الثقافية والجمالية. هذا دور توعوي يلعبه الشعر، كما يبين الشاعر السعودي راشد القناص رئيس منتدى الأدب الشعبي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، حيث نجح في استثمار وسائل التواصل الاجتماعي ولعب دوراً إيجابيا في نشر ثقافة تحفز على تنمية وتطوير الذائقة وبث دينامية جديدة في وجدان المتلقي ترفع من منسوب المعرفة وتحارب كل أشكال السلبية والرداءة وفساد الذوق. من جانبه، أكد الشاعر خالد المويهان مدير مركز الشعر الإعلامي في الكويت، أن منطقة الخليج بشكل خاص، تحتفي بالشعر الشعبي، ومثل هذه الحفاوة نابعة من قوة الخطاب الذي تحمله اللغة الشعرية، وهي «اللهجة»، أما مدى فاعلية هذا الأثر فهو منوط بشاعرية الشاعر، وقوة وجمال ما يكتب من قصائد في المديح والهجاء والغزل، وفي كل أغراض الشعر المعروفة. إن قصيدة قوية في مفرداتها وصورها، وصدق ما تطرح من أحاسيس، كما يؤكد خالد المويهان، ستجد من دون شك من يقبل على سماعها، والتأثر بما تطرحه من أفكار ودلالات، نحن هنا، كما يؤكد خالد المويهان نتحدث عن الشعر في مستواه الفني، وبكل تأكيد فليس أصدق من الشعر في ترجمة المعاني والتعبير عن هواجس وآمال الناس ورغبتهم في الحياة والتجدد. وقالت الدكتورة فاطمة الحاج «فتاة دبي»: تظل القصيدة الشعبية ابنة البيئة والمكان، وهي بحق تترجم أشواق الناس وتطلعاتهم إلى حياة أفضل، بما في هذه القصيدة من شجن عاطفي، وما في الشعر الشعبي عموماً من حكم ومواعظ ودعوة إلى الجمال والحب والإنسانية. الشاعر السوداني محمد الفاتح أبو عاقلة قال «الشعر الشعبي العربي عموماً، في كل الدول العربية هو ذاكرة الأمة، في الجغرافيا المعينة، أو المكان المعين، من خلال هذا الشعر يمكننا أن نقرأ التاريخ الذي يختلف عما كتبه المؤرخون، هذه قيمة من القيم المهمة جداً، وثانياً فإن الشعر الشعبي هو هاجس الناس، وصوت الناس، من دون تمثيل، ومن دون أقنعة، فهو الصوت الخالص، ونحن من خلال قراءتنا، أو من خلال معايشتنا لهذه الأصوات الشعرية الشعبية في كل الوطن العربي، نستطيع أن نقف عند شجن الإنسان العربي، وهاجس الإنسان العربي». وأضاف أبو عاقلة: هناك مسألة مهمة أخرى، تتمثل في عروبة الشعر الشعبي، ونحن نعرف أن اللغة العربية قد توزعت في أقطار الوطن العربي، وأصبحت لهجات أو «لكنات»، أو «أصوات»، هذا الشعر العربي إذاً، هو ابن اللغة العربية الفصحى القديمة، فهناك مستويات عدة للاستفادة، فضلاً عن توظيف الشعر الشعبي في النسيج المجتمعي، وإذا لم يكن له غير هذا الدور فكفاه. والشعر الشعبي، بحسب أبو عاقلة، هو صوت وصدى حكايات الناس، وأشجان الناس، كما أن أصدق جنس أدبي يمكن أن تقف من خلاله على أشواق الأمة العربية، هو هذا الشعر الشعبي، وصوت الشاعر الشعبي.

مشاركة :