إن ثورة التكنولوجيا ووسائل التواصل الإلكتروني والرقميات، أنتجت بالمقابل ثورة في المعلومات وتنوع تقنيات نقلها، وتعدد مصادرها، بين غث وسمين، وحقيقي ومفبرك، وأنتجت ما يسمى بآليات «الحرب المعلوماتية»! وهي إحدى حروب «الجيل الرابع والخامس» مثلما أنتج الفضاء المفتوح (مافيات وعصابات إلكترونية)! وكل ذلك لم يكن معروفا وإلى الآن في «الصحافة الورقية» (المنضبطة تمامًا خارج أي تلاعب). وحيث الكم الكبير والفائق من المعلومات وإمكانية التلاعب بها يصيب عقل المتلقي بالتشتت (فتزيد المعلومات وتقل المعرفة)! وتختلط الحقيقة بالفبركات والمعلومة الصحيحة بالأخرى الزائفة! وهذا ربما (أحد أهم سلبيات التكنولوجيات الإلكترونية والرقمية) التي جعلت من (المافيات الإلكترونية) رهينة نفسها أو ألعوبة في أيدي الاستخبارات العالمية تؤثر على الأحداث بالشائعات والأكاذيب وتشيع الفوضى الفكرية، لتبقى بعد ذلك مجهولة كمصادر، ما يشجعها على الاستمرار، للتلاعب بمصائر دول وشعوب، وكما رأينا من أساليب «حروب الجيل الرابع»، في سنوات ما سمي بالربيع العربي! { ومازلنا حتى اليوم نرى كيف يتم التلاعب بوسائل التواصل الإلكتروني، وحيث ضبط ذلك التلاعب من كوادر (الجرائم الإلكترونية) من الصعوبة بمكان، وتحتاج عادة إلى وقت وبحث وتقصٍ لمعرفة من وراء الأخبار الزائفة والشائعات، وربما لا يتم اكتشافهم أبدا! وفي هذا الإطار تحديدًا نجد أحد أهم تبعات الفضاء الإلكتروني المفتوح و(ما يعيد الاعتبار لزمن وآليات النشر في «الصحف الورقية»، باعتبارها مصادر أكثر موثوقية في الخبر والتحليل من المصادر المجهولة) وخاصة في ظل تحولها إما إلى صحف إلكترونية أو إلى صحف ورقية – إلكترونية في ذات الوقت. فهل يطيل ذلك التحول من عمرها مثلا؟! { إن التحدي في وجه «الصحف الورقية» تحدٍ كبير في الواقع فالتكنولوجيا الرقمية، تنقل الإنسان اليوم حتى إلى قاعات المؤتمرات والندوات والأفلام وقاعات الجامعات قبل أن تتحول إلى أخبار ورقية منقولة بعد أيام أو أسابيع! وحتى «الصحافة الورقية المنقولة إلكترونيا»، قادرة على إحداث الكثير من الجذب بسبب امتزاجها بأنواع أخرى من الأساليب والفنون كالموسيقى أو الرسم أو التشكيل الإلكتروني اللا متناهي مع توفر إمكانيات التحكم فيها (تقنيا) وحتى القنوات الفضائية لها شق إلكتروني بالإمكان من خلاله استعادة البرامج والحواريات بل التفاعل معها وإبداء الرأي والتعليق عليها وهذا ما لا تستطيع الصحف الورقية مجاراته بأي شكل!
مشاركة :