إنها السعودية.. يا قطر

  • 1/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ليس لأن المملكة العربية السعودية صاحبة الفضل في استقرار منطقة الخليج العربي فحسب، وإنما بحسابات المكانة الدينية والاستراتيجية والسياسة والاقتصاد والجغرافيا، فإن على الحكومة القطرية أن تكف من جعل نفسها ندا مع هذه الدولة العملاقة، وذلك لمصلحة الشعب القطري ومصلحة منطقة الخليج العربي. فمهما استقدمت من قواعد تركية أو إيرانية فإن ذلك لن يكون إلا علاجا مؤقتا فعلى المدى الطويل لن يقبل الشعب القطري العربي بهذه القواعد لتكون مصدر تهديد لأمنه وأمن الشعوب العربية في دول مجلس التعاون. مقومات الدولة السعودية التي ذكرتها تدركها الدول التي لها قواعد «للمحافظة على السيادة» في الأراضي القطرية! ولكن أردنا بها تذكير نظام الحمدين وحكومة مراهقي قطر فحسب، لننصرف إلى تناول المقال فنقول الآتي:  نظام الحكم في قطر لا يقدر عواقب فعاله حق قدرها في تعامله مع المملكة العربية السعودية، ومع الدول الثلاث الأخرى التي اتخذت مجتمعة القرار الصائب والضروري بمقاطعة النظام القطري لأسباب يأتي في أولها التدخل الإجرامي في شؤون هذه الدول وتقديم الدعم المالي والسياسي والإعلامي لمن هب ودب من الإرهابيين في هذه البلدان. القرار بالمقاطعة جاء بعد محاولات مضنية ومتعددة من هذه الدول منفردة ومتضامنة ومن خلال مجلس التعاون تلافيا لحدوث قطيعة قد تسيء للشعب القطري الشقيق الذي تعلم دول مكافحة الإرهاب الممول قطريا أن لا ناقة له ولا جمل في عبث حكامه، لكن لا حياة لمن تنادي، فالمقاطع قد أدمن التغريد النشاز من خارج السرب، وطاب له، حتى الغواية، حديث الإخوان المسلمين ببشرى تزعم قطر دول الإقليم بعد أن يتسنى لها النجاح في تنفيذ خطط إسقاط الأنظمة القائمة، وهذا ما أظهرته التسجيلات الصوتية بين المارق الكبير حمد بن خليفة المنقلب على أبيه والرئيس الليبي السابق معمر القذافي الذي لم يشفع له تواطؤه مع المنقلب على أبيه في أن يتذوق علقم الغدر القطري تدميرا لليبيا وتمكينا لعصابات الإسلام السياسي ومافيات الخراب والتخريب.  منذ الخامس من يونيو 2017 عندما أعلنت الدول قطع العلاقات الدبلوماسية وإعلان المقاطعة وهذه الدولة (الدمل أو الدودة) كما يسميها الإعلامي يوسف العلاونة تستهدف المملكة العربية السعودية بالتدليس الإعلامي واختلاق الأكاذيب من خلال إعلام موبوء موجه ناطق بلسان الإخوان المسلمين الذين فرضوا على الآلة الإعلامية القطرية سيطرتهم منذ اختمر وهم العظمة القطرية مع المنقلب على أبيه، وتعمل جاهدة على مناكفة دولتي الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بعقد المعاهدات العسكرية كما فعلت مع تركيا، لتصور لشعبها أولا وللرأي العام العالمي ثانيا أنها مستهدفة من الدول الأربع وخصوصا من المملكة العربية السعودية بالغزو أو بتدبير الانقلاب على النظام القائم. وهو أمر، في تقديري، لا يحتاج إلى من يخطط له من الخارج فالشعب القطري كفيل بمعاقبة من يفصله عن واقعه العربي ويحشره حشرا بين دولتين لا ينطقان العربية. فالمسألة مسألة وقت ليس إلا.  لهذا نرى بأن نيران إعلام قناة الجزيرة، والمنصات الإعلامية الأخرى، وغيرها من وسائل الإعلام الأجنبية ممن توظفها قطر، لهيبها دائما مرتفع اشتعالا ضد المملكة العربية السعودية مستغلة أي قضية، والنفخ فيها كما حدث مع قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي. لكن، السؤال الذي يجب على الدوحة أن تطرحه على نفسها إذا سمح له غرورها بعد أن تخلد إلى «الراحة» بعد طول لهاث، باطن وظاهر، للإضرار بالدول الأربع، وخصوصا بالمملكة العربية السعودية ولم تستطع ولن تستطيع، هو هل أنها قادرة بهذا الفعل على منع الدول المقاطعة من ممارسة حقها السيادي في الدفاع عن نفسها، واعتماد المقاطعة وسيلة للضغط عليها لكي تنحو إلى التهدئة وتعود إلى رشدها؟  بعد أكثر من عام ونصف، يبدو أن قرار المقاطعة نهائي، ولن يصار إلى اتخاذ أي قرار يناقضه طالما استمرت قطر في غيها ورفضها الالتزام بالشروط الثلاثة عشر التي وضعتها الدول الأربع المقاطعة، وفي اعتقادي أن القرار نهائي لأن الدول المقاطعة تتضرر باستمرار من ممارسات نظام الحكم في قطر المتآمرة والقائمة أساسا على العمل على تعكير الأجواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية في دول المقاطعة وعلى التدخل الوقح السافر في الشؤون الداخلية للدول الأربع بدعم إرهاب عصابات الإسلام السياسي. هذا أمر مسلّم به وهو ما تكرره حكومات الدول الأربع، لأن الضرر الذي أصابت به هذه الدولة النشاز الدول المقاطعة كبير ويصعب رأب صدعه بالتغاضي عنه أو بعفا الله عما سلف. وما يجب على حكام قطر فهمه هو أن السعودية في كل السوح التي وجدت نفسها فيها في موقع المدافع عن النفس أو الداعم لمواقف إنسانية تحقق الانتصارات، لأن السعودية بلد تحكمها عقول راجحة حكيمة تصون وحدة المجتمعات وتدافع عن الكيانات القائمة، وهي بلد يتخذ من الإعمار والسلام منهجا. ولكم يا حكام قطر أن تفهموا أن بلدا بهذه المواصفات يستحيل على دولة بحجم دولتكم وبالعقلية التي تدار فيها شؤون الحكم لن تستطيع أن تنال من السعودية شيئا.  الدرس الذي يجب أن تكون قطر قد تعلمته من هذه الأزمة هو أن أموال الغاز التي توظفها بسخاء لدعم عدم الاستقرار بمنطقة الخليج والتي تهدرها على إعلام العار والدمار للإضرار بسمعة السعودية، لن تجعل منها قوة إقليمية ولا ندا للمملكة العربية السعودية مع شقيقاتها الثلاث، وستبقى قطر، كدولة، فأرًا صغير الحجم يناطح جبلاً. نصيحتي إلى حكام قطر أن يجنحوا إلى السلم، وأن يرضوا بالمقاطعة أو التسليم بالشروط الثلاثة عشر، ولا يوجد حل ثالث مهما طالت جولات «مراهقكم» وزير الخارجية بين دول العالم، كبيرها وصغيرها.

مشاركة :