تمتلئ قلوبهم حقدا وحنقا وحسدا، وتنتفخ أوداجهم عداوة وبغضاء فيخططون للمكائد، ويكيدون للسوء، ويدبرون للهدم، ويحاولون إثارة النعرات، ونشر الإشاعات ويحلمون بالتقسيم، ويتحدثون بما لا يفقهون، ويهرفون بما لا يعرفون، ويتشدقون بما لا يتقنون، ويتلونون كما تتلون الحرباء، ويثرثرون بما لا يعقلون، ويكثرون من وسوسات الشياطين ومكرهم، وتمتد ألسنتهم بسيئ القول، ويحاولون دغدغة مشاعر الشباب للنيل من وطنهم وقيادتهم، ويفقدون بوصلة الحكمة فيتجهون إلى طلب العون من هنا وهناك، غير آبهين بما ستؤول إليه الأمور. يمكرون ويكيدون فيرد الله كيدهم في نحورهم ويرجعون القهقرى، ويبوؤون بالخسران والإحباط والفشل، ويكشف الله ألاعيبهم ودسائسهم على الملأ، لذلك لا يملكون مقومات المواجهة ولا معايير الحوار ولا قيم الإنسانية ولا سمات المسلم الصادق، ولا شيم العروبة النقية، ولا تؤثر فيهم علاقة دم ولا تاريخ. تمتد إليهم الأيدي المباركة الطيبة بكل معاني الود والمحبة والأخوة والتعاون، وتقف معهم في كل أزماتهم وتبسط لهم حبال المساعدة والنجدة وترفع من أسهمهم وتفتح لهم ذراعيها وتعاملهم معاملة راقية وواعية وحضارية، ليس لأنها ضعيفة أو لا تقدر على مواجهتهم، ولكن لأنها اعتادت أن تعطي بسخاء، وتبذل بنقاء، وتقف بشموخ الأوفياء. تدرك رسالتها السامية نحو إخوتها جيدا، وتعرف قيمة مركزها وقيمتها بين الجميع، وهي سائرة في طريق التقدم والرقي والنهضة والتنمية، لا تلتفت خلفها ولا تكترث بأعدائها، ولا تلق بالا للحاقدين والماكرين أبدا، ولأنها ناجحة وقوية فقد تعودت على الصبر والتحمل وغض الطرف والتجاهل والصفح والعفو في مرات كثيرة ومواقف متعددة، ولكنها في الجانب الآخر حازمة إذا غضبت، وموجعة إذا ضربت، وقوية إذا عاقبت، ولينة هينة إذا رحمت لمن يستحق ذلك. وببساطة فإن هؤلاء القوم لم يستوعبوا بعد ولم يدركوا حقا أنها السعودية وجهة العالم بأسره، مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وموئل أفئدة المسلمين من كل بقاع الأرض، شاء الله رب العالمين أن تبني حضارة عريقة ومملكة سامية وبلدا وفيا معطاء وشعبا شامخا يتفانى في حب دينه وقيادته ووطنه ويضحي بالغالي والنفيس من أجل تقدمه وازدهاره. والأمر ليس بتلك الغرابة، فالأشخاص الناجحون والقيادات المتميزة والدول المتقدمة دائما ما تواجه بمثل تلك المشاعر السلبية من الحاقدين والماكرين والحاسدين، فرسولنا الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- قال عنه المشركون: إنه ساحر وكاهن ومجنون وكادوا له وآذوه وأخرجوه من أحب الديار إليه، فكانت النتيجة أن يسر الله له نشر دعوة الإسلام التي يتفيأ ظلالها ما يقرب من ملياري مسلم، منذ فجر الدعوة وحتى يومنا هذا، وإلى ما شاء الله. نعم إنها السعودية العظمى التي هيأت لشعبها حياة سعيدة وعيشة هنيئة ورغد عيش وفير، وإمكانات لا حصر، إنها السعودية التي أولت الحرمين الشريفين جل اهتمامها ورعايتها وخصصت مليارات الريالات لخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين، إنها السعودية التي جعلت أولوياتها في بناء الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة.
مشاركة :