د.فتحي حسين يكتب: موسم سوق الكتب

  • 1/26/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يأتي توقيت افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب من كل عام نشهد اقبالا كبيرا من الجمهور الي ارض المعرض استرجع المقولة الخاطئة لاحد القادة الاسرائيليين في حرب اكتوبر وهو موشي ديان حينما قال وقتها ردا علي نشر خطط اسرائيل وانواع اسلحتهم بالصحف من ان العرب سوف يكشفون الأمر و من ثم يتخذون الحذر فقال لهم بانه لا يخاف من هذا لان العرب قوم لا يقرأون واذا قرأوا لا يفقهون واذا فقهوا لا يعملون ! ولكن السنوات الماضية حتي الان تثبت فشل هذه المقولة بسبب كثرة اعداد الاصدارات الثقافية والعلمية الجديدة في مصر والدراسات العلمية والتراجم الي اللغات الاجنبية المختلفة .وبلا شك ان احتفالية المثقفين كل عام بالحدث الهام الذي ينتظره العشاق من كل فج عميق وهو بالفعل موسم القراءة الاول خاصة فى ذكرى مرور خمسين عاما على إقامته فقد بدأ نشاطه الاول فى عام 1969،عقب النكسة بعامين من اجل استنهاض العقول وقتل الاحباط وتنوير العقول وتعظيم دور الثقافة والمثقفين وهو أقدم المعارض فى العالم العربى بلا شك .وينتظر المثقفون ومحبو الكتب والمتخصصون معرض القاهرة الدولى للكتاب للاقتناء والتعرف على الكتب الصادرة حديثا، فيما يطلق عليه "سوق الكتب" الذي يبحث عن زبائنه من المثقفين وغير المثقفين !كما أن معرض الكتاب يمثل ركنا أصيلا من أركان الثقافة المصرية خاصة أنه يقام هذه المرة فى أرض المعارض الجديدة بكل إمكانياته المتقدمة فى وسائل العرض والتكنولوجيا، كما احتفل المعرض فى ذكراه الخمسين بواحد من رموز الثقافة فى عصرها الذهبى وهو د. ثروت عكاشة أحد صناع الثقافة فى مصر!وكان منذ بدايته مزارا للقادمين من الدول العربية الشقيقة،لكي يتعرفوا علي احدث الاصداراتالثقافية وفي كطافةالمجالات حيث كانت ولا تزال مصر منارة الثقافة وقبلتها في العالم العربي وقد كانت عاصمة العراق بغداد كذلك قبل ان يدمرها الاحتلال الامريكي لها .لان القراءة عظيمة واكدها القرأن الكريم في اول ايه نزلت فيه في سورة أقرأ كان لابد من اهتمام الدولة بالقراءة وموسم الثقافة الكبير الذي ينتظره الجميع كل عام حيث ان القراءة تحفظ الوقت من ضياعه في الإنشغال بما ليس به فائدة و تُنير الفكر وتُنمي العقل وتُضيف القدرة على حل المشكلات ولكن ما يواجة اشكالية المعرض والقراء كل عام هو ارتفاع اسعار الكتب نتيجة انخفاض اسعار وقيمة الجنية امام الدولار ومن ثم ينعكس هذا علي اسعار الكتب التي ارتفعت بشكل كبير الامر الذي يجعل عملية الاقبال علي الندوات الثقافية والمعارض كبير ولكن الشراء للكتب ربما يكون ضعيف الي حد كبير وهي ازمة لابد ان تتحد الدولة مع التجار والناشرين في حلها .!وبخاصة في ظِـل الظروف الاقتصادية العالمية بشكل عام وربما كان ترتيب الأولويات. فبعضهم لا يعتبِـر القراءة ضرورة، بل يعتبرها نوْعا من الكماليات أو الرفاهية. فهناك أشياء أولى كاللِّـباس والأكل والتعليم والسيارة، وهكذا تتراجع أهمية شراء الكتاب في معارض الكتب بوجة عام وليس معرض القاهرة فقط.الامر الاخر لماذا لا تعود الدولةالي احياء مشروع مكتبة الاسرة مرة اخري الذي اسسته سوزان مبارك حرم الرئيس الاسبق عندما انتبهت الي خطورة هذا الامر وقامت بالاهتمام بمشروع القراءة للجميع باسعار زهيدة للغاية واصبح بعدها الكتب في متناول الجميع واتمني ان تعيد الدولة ووزارة الثقافة اهتمامها بهذا الامر مجددا اننقاذا للقراء والجمهور المتعطش للقراءة والذي يجعل شراء الاطعمة والغذاء الجسدي مقدما علي شراء الكتب !ولابد من عدم منع توزيع كتب بعينها بالمعرض واتاحة الامر للجميع وعدم مصادرة حق الافراد في القراءة واختيار ما يناسبهم من المؤلفين والكتب والافكار ! فهناك مفكرين ينتهي فكرهم بمجرد موتهم! بسبب عدم زواجهم او تواجد أبناء لهم، ومن ثم تنقطع طباعة كتبه وينقطع نشر فكره، لأنه ليس له ورثة يبحثون إعادة النشر، وقابل نفس هذه المشكلة المفكر زكى نجيب محمود، ولويس عوض، ومحمود عوض، والسندباد حسين فوزى!!القراءة لها فوائد عديدة لا نهملها علي الاطلاق ولا ننسي مقولة " القاريء لا يهزم "!

مشاركة :