الاقتصاد الصيني يفقد الزخم .. والشركات تواجه معضلة التباطؤ

  • 1/28/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت مؤشرات الضعف تظهر على الاقتصاد الصيني الضخم، فقد بات المستثمرون يبتعدون عن عقد الصفقات، كما بدأت المصانع في الانتقال إلى الخارج، وأخذت الشركات تتخلى عن الموظفين. وبحسب "الفرنسية"، بدأ ثاني أكبر اقتصاد في العالم يفقد زخمه وسجل أبطأ نمو منذ نحو ثلاثة عقود العام الماضي، كما انخفض بشكل أكبر خلال الأشهر الماضية. ورغم نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 6.6 في المائة في 2018 - وهي النسبة التي تحسدها عليها معظم الدول - إلا أن جهود الصين لخفض جبل الديون المتراكمة أثر في الاقتصاد. وتواجه الشركات الخاصة بشكل خاص عوائق جديدة مع ارتفاع التكاليف، وصعوبة الحصول على التمويل، كما أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة لا تساعد. وبالنسبة لشركة "بكين ييشين تكنولوجي" الناشئة التي تقف وراء لعبة "فارم تيك هوم" للهواتف الذكية، كانت تبدو الاستفادة من إدمان الصين على ألعاب الفيديو أمرا سهلا. وتسمح اللعبة للاعبين بحصاد القمح وتربية الدواجن وزراعة أشجار التفاح، لتبعدهم عن ضغوط حياة المدن الصينية. ولكن في الواقع فإن هذه الشركة الناشئة تجد صعوبة في العثور على مستثمرين. وقال كوي يي رئيس مجلس إدارة الشركة " في ديسمبر نفد تمويل شركتنا، وكان لدينا عدد من المستثمرين المهتمين ولكن الأموال لم تصل أبدا". وأضاف "هذا الشهر تمكنت من العثور على مستثمر آخر، ولكنه تراجع. أعتقد أنه لم يعد بإمكاننا الصمود". وهذه الشركة ليست الوحيدة التي تعاني هذه المشكلة. فقد جف تمويل الشركات بنهاية العام الماضي، وانخفض مجموع الاستثمارات في الربع الأخير من العام بنسبة 13 في المائة مقارنة بالعام الذي سبق. ويقع جزء من اللوم في ذلك على صانعي السياسة الذين يدفعون باتجاه الحرب على الديون، وكذلك على المخاطر المالية التي خفضت من تدفق التمويل إلى شركات الاستثمار، بحسب ما يقول خبراء القطاع. وأصدرت الحكومة أمرا بعدم الموافقة على أي ألعاب فيديو جديدة بسبب ما قالت إنه مخاوف على إدمان الشباب تلك الألعاب، وهو ما أدى إلى عرقلة عمل شركات مثل "بكين ييشين تكنولوجي". تواجه شركات أخرى تبعات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وسعى عشرات المصدرين إلى الالتفاف على الرسوم الجمركية الأمريكية من خلال بناء مصانع خارج الصين بحسب مراجعة للأسهم العامة. وبدأت شركات أخرى بإرسال العمال في وقت مبكر للاحتفال بالعام الصيني الجديد أو بدأت بخفض دفعات العمل الإضافي. وقال هاري شيه مدير "رانفاين بيرنجز" في مقاطعة زهيجيانج شرق الصين إن الحرب التجارية "أثرت في أرباحنا". إلى ذلك، توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أمس نمو سوق الطيران المدني الصينية، بحيث يصل عدد الركاب إلى 1.6 مليار راكب بحلول عام 2037. وقال ألكسندر دي جونياك المدير العام للاتحاد إن الاتحاد يتوقع أن تصبح الصين أكبر سوق للطيران المدني بحلول عامي 2024 و2025. وتعد الصين الآن ثاني أكبر سوق طيران مدني في العالم، وأشار دي جونياك من بكين إلى أن "الصين أصبحت حاليا لاعبا مؤثرا في قطاع الطيران المدني دوليا، وسلطات الطيران المدني الصينية تعد قوة رئيسية في تعزيز القطاع". وتعاملت مطارات الصين مع 610 ملايين راكب عام 2018، ما يمثل زيادة بنسبة 11.4 في المائة مقارنة بعام 2017.

مشاركة :