تساؤلات إرهابية ! | لولو الحبيشي

  • 2/14/2015
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

باتت مشاهد التفجير والتدمير هي الأكثر حضوراً في الوجدان ، و لم يعد ثمة مكان آمن تلتقط فيه الأنفاس و تنعزل عن أصوات القنابل وصراخ المفجوعين ، ولا يمكن بحال أن تمحى آثار التقتيل والتعذيب من الذاكرة، ولا أن تمنعها من استعراض محتوياتها متى ما عنّ لها الألم و ما أكثر ما يعِنُّ . في كل خبر عن جريمة ما صورة المجرم أصغر من صورة الضحية ، لذا بقيت آلام الجرائم أكثر اعتمالاً في أنفسنا من البحث عن المجرمين الحقيقيين المختبئين خلف دوافع المنفذ الذي ربما كان ضحية لجريمة أخرى ! تطالع وجه المجرم وتسحب شريط حياته للخلف ، كيف تحول هذا الطفل البريء لمجرم بلا عقل ؟ متى قرر التخلي عن عقله ؟ متى استهان بارتكاب الجريمة ورأى أن لا بأس بلعق الأسلحة وهدر الدماء البريئة ، وتغتالك التساؤلات الإرهابية ألف مرة ، ويأتيك الموت من كل مكان وما أنت بميّت حين يلاحقك الأطفال وسط الدمار بأطراف مبتورة والدماء تكتب تاريخا ما على وجوههم المرهقة ، وألف سؤال آخر في عيونهم البراقة : علامَ تقتتلون ؟ لمَ لا يمكننا النوم و لا اللعب ، ماذا تفعلون أنتم ؟! الدمار الذي أحاط بعالمنا العربي ومقوماته وثرواته البشرية و الطبيعية وحضارته يعيد عقولنا وقلوبنا للماضي البعيد بالأمن العميق والثراء الذي ملأ المكتبات ولوّن الحياة ، ثم يقذف بنا أمام شاشة المستقبل ومشاهد ماذا بعد الصراع والدمار في العراق و ليبيا وسوريا واليمن وإلى أين ستؤول الأمور في مصر وعما ستستفر المؤامرات عليها وعلى الخليج ! من الذي يحتطب الأشجار ويتركنا بلا ظل ؟ ماذا يرجو من يشعل النار كلما أوشكت على الانطفاء ، ولمَ نُسلّم أنفسنا لعدونا لنكون أداة يقتل بها بعضنا ببعض ، لمَ يُقتل الأبرياء ، ليتمتع الظالم بالنفوذ و ينهب الثروات و يتفرعن بالبطولات الزائفة والعروش المنصوبة على جثث الأطفال والنساء والشيوخ ؟! لمَ لا يريدون لنا أن نستعيد الاستقرار وفرص البناء ؟! كيف استقر الجمر في نفوسنا دون أن يطفئه الدم ، من الذي ينفخ عليه ، وأي مصلحة ترجى من الإفساد في الأرض وتدمير ما استخلفنا الله عليه ؟! تساؤلات الصراع صراع ، ومشاهد الدمار والأنقاض تقوّض الآمال في النفوس ، فمتى يكتفون ؟! متى يتوقفون عن النحر وتشويه الإسلام والإنسان العربي ، متى يمنحون الأطفال طفولتهم ويدَعونهم بسلام؟! @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com

مشاركة :