غياب الجميلات - فالح الشراخ

  • 2/15/2015
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

الزيلة التفاهيق ترف القدم البريم.. مسكينة هذه الكلمات لم نعد نسمعها أو نستخدمها سواء في لغة الحديث أو من خلال القصائد لقد تم قبرها في كتب الموروث الشعبي ولم يبحث عنها إلا عندما نختلف في تفسير معناها أو عندما نبحث مواضيع التراث الشعبي لقد ذهبت هذه الكلمات مع كبار السن الذين ذهبوا ولم يبق منها سوى معناها في كتب التراث وذهابها ليس بمستغرب فقد ذهب معها الشيء الكثير من العادات والتقاليد المتعارف عليها قديماً وهذا يجعلنا نؤكد أن لكل زمان لغته ومصطلحاته التي تفرض نفسها رغم أنف الذي يعيش عصرها وإلا سيجد نفسه يتحدث بلغة غير مفهومة ويجعل من نفسه أمام الآخرين رمزاً للتخلف والرجعية حسب مفهوم البعض هذه اللغة العصرية أتت معها بمصطلحات أجنبية مسحت ما وجدته من موروث لا يتناسب مع لغة العصر وزرعت مكانها مصطلح آخر خليطا بين العربي والأجنبي ومن ذلك قولهم "خلك أتيكيت" ليش ما تصير "سوفت" وغيرها وغيرها الشي الكثير بين جمله العربية أو المحلية المكسرة وهذه الحالة تشبه قصة الغراب والحمامة. ما جعلني أطرق باب هذا الموضوع هو أحدهم عندما ألقى قصيدة لأحد الشعراء المعروفين القدامى أمام مجموعة من الشباب وعندما انتهى من أبياتها أخذ الشباب الكل منهم يطالع الآخر وعلامات الاستفهام تلوح أمام أعينهم عما سمعوه من كلمات في ثنايا القصيدة أحدهم كان جريئاً وقال أنا لم أفهم شيئاً عن ما تدور حوله القصيدة ونحن بدورنا نقول لهؤلاء الشباب أنتم معذورون لأن الغائب عن البال والعين حاله صعب ولكن من هو المسؤول عن غياب هذه المفردات الشعبية من ثنايا الجمل والأبيات الشعرية؟ وهل هذه المفردات مطالب بمعرفة معناها جيل اليوم من الشباب. أم مطلوب منهم معرفة معناها دون تداولها؟ أم يسمح ببعضها في بعض القصائد التي تتحدث عن الصحراء وعناصرها والبداوة ومبادئها ؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها ولكن لن نبحث عن الإجابة بقدر ما نحن مهتمون بالبحث عن هذه الكلمات الجميلة ومحاولة إعادتها لحظيرة الشعر فهي ستجد من خلالها وسيلة فعالة للوصول إلى المتلقي عندما يستوعب الشعار من جيل اليوم هذا المفهوم وهذه الأهمية لموروثنا الشعبي. أحد كبار السن استمع لقصيدة أحد شعار جيل اليوم وبعد أن فرغ منها قال له أنت تقول شعراً أم تتحدث حديثاً عادياً. والكل منهما معذور لأن كل منهما يتحدث بلغة عصره هذه القضية أطرحها للتداول والبحث عمن معه الأحقية نحو هذه الجميلات من موروثنا الشعبي.

مشاركة :