أكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي أهمية الزيارة المرتقبة، التي يقوم بها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات نظراً لتزامنها مع "عام التسامح" إذ تسهم في تحقيق الأهداف الإنسانية والحضارية لهذا العام، سيما تعميق قيم التسامح من خلال عمل مؤسسي مستدام، وتكريس دور الإمارات كجسر للتواصل والتلاقي بين شعوب العالم وثقافاته في بيئة منفتحة وقائمة على الاحترام ونبذ التطرف وقبول الآخر. وقالت معاليها إن الزيارة حدث تاريخي سيكون له أثر عظيم على صعيد نشر قيم التسامح والتعايش عالمياً وتؤكد أن الإمارات باتت عاصمة عالمية للتسامح في إطار رؤيتها المرتكزة على مبادئ التآخي والتسامح والسلام وترسيخ معاني الأخوة الإنسانية على مستوى العالم. وأعربت معاليها، في تصريح بهذه المناسبة، عن ترحيب شعب الإمارات وسعادته البالغة بزيارة قداسة البابا التي تعد محطة مهمة في مسيرة الحوار بين الأديان وتعكس نهج وسياسات دولة الإمارات الحكيمة والثابتة على صعيد تأكيد أهمية التسامح والتعايش والانفتاح بين جميع الأديان والحضارات، بما يرتقي بالإنسانية جمعاء، تجسيداً للقيم الإنسانية النبيلة التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وهو النهج الذي سارت عليه القيادة الرشيدة فأنتجت نموذجاً عالمياً فريداً يلهم العالم أجمع في مجال التسامح والانفتاح وقبول الآخر،. وأكدت معاليها أن أسس وركائز هذا النموذج تلقى احتراماً وتقديراً عالمياً واسعاً، ينعكس في الصورة الذهنية الإيجابية التي تحظى بها دولة الإمارات وشعبها، والتقدير العالمي لسياساتها وتوجهاتها الحكيمة في التعامل مع مختلف الدول والشعوب، وفي الإسهام الجاد والمتواصل مع الدول المحبة للسلام والاستقرار، في نزع فتيل الصراعات وتسوية الأزمات عبر الطرق السلمية، وفي دعم ومساعدة المحتاجين وضحايا الحروب والصراعات والكوارث والأزمات في مختلف أرجاء العالم عبر سياسة مساعدات إنسانية فعّالة وقائمة على أسس إنسانية وحضارية لا تفرق بين جنس ولون وعرق ودين. وثمنت معاليها عالياً "الدور الحيوي الرائد لقيادتنا الرشيدة في نشر قيم الإسلام الأصيلة والتعبير عن جوهر ديننا الحنيف وصورته الحقيقية"، مؤكدة أن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وزيارته التاريخية إلى الفاتيكان في سبتمبر عام 2016، ولقاءه البابا فرانسيس قد أسهمت في تعميق جسور الحوار بين الأديان وتعزيز صيغ التعايش البشري والإنساني، ونبذ الكراهية والحقد والغلو والإرهاب. ونوهت معاليها إلى أن جهود سموه تتجلى في مبادرات عديدة من أهمها انعقاد "ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية"، بحضور البابا فرانسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومجلس حكماء المسلمين، الذي يرأسه فضيلته. وأكدت معاليها أن الإمارات باتت تمثل قدوة عالمية ملهمة في مجال تكريس التسامح والتعايش على المستوى المؤسسي، من خلال إنشاء وزارة التسامح، وتطوير بنية تشريعية وقانونية تستهدف تجريم الكراهية وترسيخ التعايش، من خلال قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير، بما يضع الأسس الراسخة للاحترام المتبادل والتعايش الإنساني، مشيرة في هذا السياق إلى احتضان أكثر من 200 جنسية من مختلف الديانات واللغات والثقافات والعادات يقيمون جميعاً على أرضها في تعايش ووئام. وتابعت معاليها: "كل ما سبق هو ثمرة للرؤية العميقة لقيادتنا الرشيدة التي وضعت استراتيجية واضحة للتسامح في دولة الإمارات فأنتجت المحبة والسلام، وأسست لتعايش فريد قل نظيره حول العالم"، مؤكدة أن زيارة البابا فرانسيس للدولة ستكون لها آثار وتجليات عظيمة في بناء عالم أكثر تسامحاً يتسع لجميع البشر محبي السلام.
مشاركة :