عندما تتدخل الإمارة | إبراهيم محمد باداود

  • 2/18/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

بعض المسؤولين يعجز أن يجد حلاً لمشكلة ما في إطار عمله ما لم يأتيه توجيه من جهة عُليا بسرعة إيجاد الحل لتلك المشكلة، فهو قد يرى الناس يعانون من قضية معينة، وقد تتعطّل مصالحهم ويتضرّرون، ومع ذلك لا يحرك ساكنًا إمّا بحجة أنه لا يملك حلاً في ذلك الوقت، أو لأنه لا يملك الصلاحيات اللازمة لتغيير الوضع، أو لأن طبيعة الوضع تخص عدة جهات مختلفة؛ ممّا يساهم في صعوبة الوصول إلى حل شامل وسريع. في مدينة جدة عانى سكان شرق الخط السريع خلال الفترة الماضية معاناة كبيرة بعد إغلاق كثير من المداخل الموجودة على الطريق، وبعض الجسور لوجود العديد من المشروعات الإنشائية والمرتبطة بوزارة النقل؛ ممّا ساهم في حدوث اختناقات مرورية أدّت إلى بطء حركة السيارات، وامتداد الطوابير لعدة كيلومترات، وبقاء الناس في سياراتهم لساعات حتّى يتمكّنوا من دخول تلك المنطقة، واستمر الوضع كما هو على مرأى ومسمع الكثير من المسؤولين، دون أن يحرّكوا ساكنًا، أو يقدّموا حلولاً عملية تساهم في إنفراج الأزمة. عندما تحرك أمير المنطقة، وطالب بإيجاد حل فوري للمشكلة، وقام سمو المحافظ بعقد اجتماع عاجل لبحث الموضوع تكوّنت على الفور لجنة قامت بزيارة ميدانية لمواقع الاختناقات، وقدمت بعض الحلول الفورية من الإدارات المختلفة، وشهد الموقع انفراجًا خفف معاناة الناس. الإدارة من الميدان أحد أهم الوسائل التي يجب أن يحرص عليها المسؤولون اليوم، فالبقاء في المكاتب لن يقدم الصورة الحقيقية لهذا المسؤول أو ذاك، وما لم يخرج المسؤول من ذلك الصندوق، ويشعر بمعاناة الناس، وينقل إدارته من المباني إلى الطرق، ويعاني ممّا يعانون فلن يجد الحل، وستبقى الكثير من المشكلات كما هي، ولن تتغير إلاّ بتدخل الإمارة، أو جهات عُليا كما حدث في موضوع شرق الخط السريع. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :