الحب في زمن الدواعش | نبيلة حسني محجوب

  • 2/18/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كيف يمضى العالم يستأنف حياته واحتفالاته، رغم كل هذه الكوارث والآلام التي يعيشها؟ ليس سؤالاً مطروحاً للبحث عن جواب بقدر ما هو تساؤل داهمني فجأة، عندما أعلنت مطربة الأوبرا توقف الحفل الغنائي في دار الأوبرا المصرية مساء الأحد، لأن مصر أعلنت الحداد على 21 مصريا قبطياً قام المجرمون الدواعش بإعدامهم. وقف الجمهور الذي ملأ القاعة طالبا عزف السلام الجمهوري تضامنا مع القرار، وتأكيداً على الوحدة الوطنية، ووقفت أرتدي معطفي وأحمل حقيبتي، وحزن يملأ الكون اجتاحني، تذكرت كل صور الأبرياء الذين أعدموا وأحرقوا، في كل مكان على خارطة الوطن العربي، وموجة الكراهية ضد الفرح كادت تغمرني، لكن في لحظة استعدت نفسي لأني أدرك أن النفس البشرية تقتنص لحظات الفرح، وأهل مكة يقولون ( الفرح صيده) لذلك ننساق كالفراشات الى وهج الضوء، نرفرف بأجنحة السعادة، على تخوم أي مناسبة حتى لو كانت لا تخصنا كعيد الحب « لا نحتفى ولا نعترف» لكنه مناسبة عالمية. ونحن جزء من هذا العالم، يكفي أن نحتفي بالحب، نزرعه في كل قلب ونبذره في كل أرض، لأن الحب يخصنا جدا؛ فالله محبة، الحب أساس العلاقة بين العبد والرب، بين الزوجين ليعمرا الكون، حتى الكون تجمعت أجزاؤه بالحب، والكراهية هي آلة التدمير، حتى لو كانت تسكن في نفس واحدة على هذا الكون، وتتحول الى شيطان، هؤلاء هم شياطين الأرض، توالدت التنظيمات الارهابية من فكرة شيطانية، مدعومة بالكراهية وأصبحت تدمر، تقتل بوحشية، تسكب الأحزان على أوطاننا العربية، تكتسح أي مساحة للفرح، مشاهد الذبح والحرق والاعدام للأبرياء ستظل جرحا ينز ألماً في الصدور، ويفتح جراحات خيباتنا العربية، خيبتنا الكبرى هي الفشل في القضاء على الفكرة قبل أن تصبح نارا تأكل الأخضر واليابس، هذه التنظيمات الارهابية، و « داعش « النوع الأحدث من منتجات التطرف الفكري، والأكثر دموية وهمجية، مازالت تستقطب الآلاف من شباب العالم. إننا بحاجة الى مراجعه لنظم حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والترفيهية لحماية شبابنا من الوقوع مرة أخرى في مثل هذه التنظيمات الارهابية. ليس صعباً الوصول الى الشباب، لديهم قنواتهم المفتوحة ووسائل الاتصال الحديثة التي تمكنهم من الوصول الى المستهدفين في عقر دارهم، وغرف نومهم، الفراغ والجهل، البطالة والفقر ، هي نقاط الضعف التي تمكنهم من استقطاب الشباب من كل الوطن العربي، ومن بعض الدول الاسلامية ومن بعض مسلمي أوربا وأمريكا لأنهم يعيشون بعض تلك الظروف، والأخطر أن يكون هناك تنظيم في مرحلة التشكل والتكوين أو أنه يرسخ انتشاره ويؤمّن مواقعه ويعد العدة لأخذ موقع يستعرض منه قوته ويمارس فيه همجيته كما حدث مع التنظيم الهمجي « داعش « الذي استغل حالة الفوضى في العراق وسوريا ليجول ويصول ممارساً أبشع وسائل القتل للوصول الى حالة النصر واحتلال أكبر مساحة من مناطق الثروات واستغلالها بشكل سيئ، لأنه يدرك جيدا أن عمره قصير، وأن مصيره الى زوال، كما حدث مع تنظيم القاعدة والاخوان ومن قبلهما تنظيمات وتيارات على مر الأزمان والأديان عبرت سريعاً وتركت حوافرها آثارا، لكن على الرمال! nabilamahjoob@yahoo.com

مشاركة :