من النشرة الفصلية التي تصدرها جمعية الهلال الأحمر السعودي قرأت بعض الحقائق عن تاريخ هذا الصرح فوجدت أنه تأسس قرابة العام 1353 للهجرة، وكان اسمه «جمعية الإسعاف الخيري». ومنذ ذلك التاريخ والإسعاف في بلادنا ظل نقص الخبرة بالمواقع، نقطة ضعف لدى العديد من أفراده، حتى إن صحيفة محلية رسمت رسماً ساخراً يقارن بين سائقي خدمات الطوارئ كالدفاع المدني والإسعاف، وبين سائقي توصيل الوجبات إلى المنازل ودقة معرفة الأخيرين بالجوار. قبل انتشار نظام تحديد المواقع الأرضية ال جي.بي. اس gps، كان على طالب رخصة سيارات الأجرة السوداء التي اشتهرت بها لندن، أن يجتاز دورة تقترب من السنتين، يؤدي بعد ذلك اختبار تحديد العناوين بأرقام المنازل وتحديد المعالم الجغرافية بأسمائها التاريخية والحالية، ومعرفة أسماء سفارات الدول ومواقعها وعما إذا كانت البعثة دبلوماسية أو تعليمية أو تبشيرية أو خيرية. وأذكر أن أحد الأفاضل، وكان مسؤولاً غنياً عن التعريف في مصلحة مياه الرياض، كما كانت تسمى سابقاً، يعرف امتداد الشبكة الأرضية للمياه، ويعرف مواقع الفصلات والوصلات (الكوع)، وكذلك ملتقى الخطوط ونقاط الاتصال. كان يوجه العاملين في الميدان على الهاتف قائلاً بلهجته القصيمية: تلقى الكوع بالقرنة.. برأس الشارع.. بالامارية تحت الشجرة. كان يختزن في ذاكرته «ديسك» يضم كل شبكة مياه الرياض. ولم يعد يصلح ذلك ال .. ديسك، بعد الأنفاق والطرق السريعة والجسور. ومع التحولات الحديثة ونظام تحديد المواقع، لا يزال العالم المتقدم - فكيف بنا - يعتمد على ما يسمى الرسوم التفصيلية أو ال mapping في إضفاء روح الإنجاز والسرعة إلى الخدمات التي تكون السرعة فيها عاملاً حاسماً. وأحسّ أن عامل التدريب في الإسعاف والدفاع المدني يجب أن يُكثف ويركز على كيفية الوصول.. وما الطرق البديلة إلى الموقع. ولتكن هذه المادة أساس التخرج. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :