بيّنت هيئة الهلال الأحمر السعودي أنه تم إيقاف من شاركوا باستعمال مركبات الإسعاف لغير الأغراض التى من أجلها خُصصت، وذلك بواسطة موظفين وثقت الهيئة بهم. عندما صوّرت مواقع التواصل عملية نقل الذبائح بواسطة سيارات الإسعاف. أوقفتهم الهيئة – كما جاء في الخبر - لحين اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، لا سيما وأن الهيئة منوط على عاتقها رسالة إنسانية. ولو لم تأت المواقع بالخبر الذي بحد ذاته يُمثّل الخزي والخجل، لما كان عند طاقم الموظفين وجهاز الهيئة علم بما جرى ويجري. وأبجديات العمل تتوقع كل شيء من موظف مستهتر غير التصرف الاخلاقي. ولا بد أن من قام بالعمل هذا مريض أو مُصاب بعطل ذهنيّ لكي يرى في ذاك العمل "كفاءة سرعة التسليم"، فعربة الإسعاف تُفسح لها الطريق وتأخذ أولوية المرور، لأنها تتطلب التحرك الفوري والسريع، ويمكن أن تُعفى من التوقف بالإشارات..! أظن أن التوظيف فيه درجة كبيرة من الخلل. فرجل الإسعاف تبدأ مهمته عند استقبال البلاغ من الحالة أو ذويها، وتنتهي عند تسليمها إلى الطبيب داخل المستشفى، وبعد التعرف على طبيعية الحالة، عليه معرفة المعدات الطبية اللازمة، فإذا كانت الإصابة نتيجة حادث اصطحب دعامات طبية تثبت الرقبة والظهر، أما إذا كانت مرضية يكون معي أدوية القلب والسكر، وجهاز الصدمات الكهربائية إذا كانت الحالة نوبة قلبية. ورجال اُعتمدَ عليهم لفهم تلك المهام لا يمكن أن يكونوا "خزنوا" مهمات أخرى تتعلق بنقل الذبائح. ولو تُرك الحبل على الغارب لتطوّر الأمر إلى نقل "الحاشي"، لأن كل ممتهن يهمه أن يُطور المهنة و"يرقى بها". أرجو أن لا يكون كل الخبر صحيحاً، لكن إن صدق فعلى الهيئة بحث ملفات تعيينهم، ومن جاء بهم إلى هذا هذا المرفق. وبحثتُ عن أسباب موجبة لتلك الصور الأثيرية، التي يمكن أن تُمرر عبر العالم من سيدني إلى كندا، ويمكن لأي صحيفة استعمالها لنشر قصص وقحة ومُخزية عن بلادنا. لكنني - بعد تفكير - استنتجتُ أن الناس كانوا في الأزمنة الخالية يجدون من يُكذبهم لو بلّغوا شفهياً، وقد يكونون عرضة للعقاب لو لم يُثبتوا ادعاءهم. فأصيبوا بما يُشبه خيبة الأمل ورأوا أن الصّور عبر وسائل الاتصال أكثر ملاءمة وأبلغ عملية. جمعية الإسعاف من أوائل المنشآت الإنسانية في بلادنا، وحريّ بنا احترام تاريخها. فأول جمعية للإسعاف العام أُسست في السعودية كانت "جمعية الإسعاف الطبي الوطني" عام 1353ه 1934م، ومن ثم تقرر إنشاء جمعية أهلية تعمل بصورة أكثر شمولية واستقلالا، وكان في طليعة من اقترحوا على الملك عبدالعزيز إنشاءها الملك فيصل بن عبد العزيز - يرحمه الله - عندما كان نائبا لوالده في الحجاز.
مشاركة :