كل إنسان يضع في مخيلته صورة يرسمها لنفسه تحمل أحلاماً تكبر مع مرور الأيام، وتفتح له باب المستقبل بوضع الأهداف التي ينشدها.. هذا ما كانت تخطط له أسرة ندى المزروعي لاعبة منتخبنا للأولمبياد الخاص في البولينج، من أجل أن تحقق ابنتهم النجاحات المنشودة على الصعد كافة، وتخطي صعاب الإعاقة، إنه التحدي الذي اجتازته بطلة «الإرادة» من أجل الوصول إلى القمة بنجاح، لأن قوة الإرادة تهزم المستحيل. فعندما تنبض الحياة بالفرحة تمنح الأمل وتصنع الإرادة، تكون السعادة للأسرة بعد الإنجازات التي ظلت تحققها بطلة «الأولمبياد الخاص» من خلال مسيرتها، مما كان له المرود الإيجابي وخصوصاً أن العزلة لم تكن في قاموسها، وهو المعني الحقيقي للنجاح، بعد أن تسلحت ندى بسلاح الثقة، لتقوم بدورها في المجتمع على أكمل وجه بتشجيع من الأسرة الوالد والوالدة وإخوانها الذين أشعلوا حماسها، لتواصل اللاعبة علاقاتها الاجتماعية بصورة مثالية، مما أدى إلى اندماجها في المجتمع، بعد أن زادتها الإعاقة إصراراً ومسؤولية، وظلت أسرتها في الموعد دائماً، والتي أزالت عنها هموم الإعاقة بالتشجيع المتواصل، والذي مثل لها قوة دفع كبيرة، إنها السعادة التي تمنتها بطلة الأولمبياد الخاص، بعد أن تذوقت حلاوة الإنجازات الرياضية. بين الأمس واليوم، كلها لحظات رائعة محفورة في الذاكرة وفي السجل الرياضي لندى الذي يجسد مدى حبها لـ«الأولمبياد الخاص»، وهى تملك سجلاً حافلاً بالنجاحات بعد أن بدأت مسيرتها كطالبة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عام 92 والانتساب لنادي الثقة للمعاقين، وتخرجها في المدرسة حتى عملها حالياً موظفة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. وانضمت ندى لمنتخب الأولمبياد الخاص عام 2007 عبر بوابة الألعاب العالمية الصيفية بمدينة شنغهاى الصينية محققة فضيتي فردي وزوجي البوتشي، أعقبتها المشاركة في «عالمية اليونان»، محققة ذهبية فردي وبرونزية زوجي البولينج، ثم كانت مشاركتها الثالثة في «عالمية لوس أنجلوس»، والتي حصلت خلالها على ذهبية فردي وفضية زوجي البولينج، لتبحث عن الذهب في مشاركتها العالمية الرابعة في الألعاب الصيفية المرتقبة بأبوظبي 14 مارس، اضافة إلى ظهورها 5 مرات في دورة الألعاب الإقليمية، مسجلة العديد من الميداليات الملونة في التحدي الإقليمي. وأوضح حسن المزروعي، شقيق البطلة، أن استعدادات ندى للمشاركة في «عالمية أبوظبي» تجري كما هو مخطط لها، وفق النهج المرسوم لرسم صورة طيبة عن «أصحاب الهمم» مع لاعبي ولاعبات المنتخب، في أكبر حدث إنساني ورياضي في العالم. وأشار المزروعي إلى أن الأسرة لعبت دوراً كبيراً في تكوين شخصية ندى، مما كان له الانعكاس الإيجابي خلال مسيرتها الحياتية على الصعد كافة، مبيناً أن تمثيل ندى للاعبين واللاعبات خلال توقيع استضافة العاصمة للألعاب العالمية الصيفية للأولمبياد الخاص مارس المقبل، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يعتبر علامة فارقة في تاريخ ندى الرياضي، وخصوصاً أنها ظلت تتحدث دائماً عن هذه اللحظة التاريخية، والتي مثلت لها شحنة معنوية كبيرة.