المزروعي: انخفاض أسعار النفط لا يقلق ومتفائلون بتوازن الأسواق

  • 2/12/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، عن عدم قلقه بشأن التقلبات التي تشهدها أسعار النفط في الأسواق العالمية وما يشاع عن انخفاض الأسعار إلى مستويات متدنية في الفترة المقبلة، مؤكداً - خلال جلسة دور الحكومات في رسم مستقبل الطاقة التي انعقدت ضمن فعاليات الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات، أمس - أن القلق يجب ألا يكون على وصول النفط إلى سعر معين، وإنما أن تكون الدول قادرة على أن تكون لديها السلعة متاحة ومتوافرة للعالم في الوقت المناسب، بمعنى أن نضمن للدول المنتجة والمستهلكة في الوقت ذاته أن يتوافر لديها النفط متى ما أرادت لاستمرار الازدهار والنمو العالمي. وأعرب المزروعي، في بداية النقاش، عن تفاؤله بتحقيق التوازن في سوق النفط العالمية خلال العام الحالي، وتحديداً خلال الربع الأول من العام الحالي، نتيجة لردود الأفعال التي لاقاها اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، والتقارير الأولية حول الإنتاج في شهر يناير، حيث اتضح أن هناك التزاماً بالأهداف المحددة، وأن أكثرية الدول المنتجة ملتزمة بسقف الإنتاج المحدد. وقال إن هدف منظمة «أوبك» التي تنتج نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط، تحقيق التوازن في سوق النفط العالمية، واستدامة ذلك التوازن، مؤكداً أنه على الرغم من ذلك، فإنه من الصعب توقع ما يحدث لأسعار النفط، وذلك لأن الأسواق العالمية لديها معايير مختلفة عن المعايير التي تستهدفها الدول أعضاء «أوبك» والتي تركز على العرض والطلب، والقيام بأقصى ما يمكن تطبيقه لإحداث التوازن. وشدد المزروعي على أن العالم أصبح اليوم أكثر حاجة إلى أن تكون الطاقة المستخدمة أقل تكلفة، وأكثر حفاظاً على البيئة «طاقة نظيفة»، مع العمل على أن تكون الأسعار ملائمة وأيضاً استخدام طاقة أقل. وأضاف أن الإمارات تميزت، خلال الفترة الحالية، بالقدرة على الحد من تكلفة استخدام الطاقة، والعمل في الوقت ذاته على توفير طاقة نظيفة، حيث تستهدف الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 70% بحلول عام 2050. وأجاب المزروعي عن سؤال عن موقف الولايات المتحدة الأميركية من اتفاقية باريس للمناخ، فذكر أن الإمارات لا تنظر إلى الأمر من منظور سياسي، حيث إن هناك تشابهاً من حيث الاستراتيجية لكل من الإمارات وأميركا بخصوص استراتيجية الاعتماد على الطاقة النظيفة، كما أن الولايات المتحدة الأميركية تعد أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم، مشدداً على أن ما تحتاج إليه الدول من الولايات المتحدة في الوقت الحالي هو استخدام أقل للفحم، وزيادة استخدام الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة الشمسية كدولة رائدة في قطاع الصناعة. وأوضح المزروعي أنه باستثناء أن القدرة على توليد الطاقة من الشمس تكون خلال 16 ساعة فقط يومياً، فإن الطاقات البديلة أصبحت أقل تكلفة؛ ولذا يجب أن تكون الخيار الحكومي الطبيعي لتوليد الطاقة، معرباً عن عدم رضائه عن طريقة تعامل البشر، كما ينبغي مع الطاقة المتوافرة، حيث يجب أن يتم التواصل مع الأطفال (باعتبارهم الجيل المستهلك المقبل)، والتحدث إليهم عن أهمية ترشيد استهلاك الطاقة، وأن هناك ملايين البشر في العالم يتطلعون إلى توفير الكهرباء لمنازلهم. وطالب وزير الطاقة والصناعة، باستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة ذكية للاستهلاك، بمعنى أن تمكن تلك الحلول من تحقيق وفر في الاستهلاك، الأمر الذي تسعى الإمارات إلى تطبيقه عبر نموذج المدن الذكية، منبهاً إلى أن الإمارات يمكن أن تكون مثالاً للجميع عن تحقيق الفارق في الاستهلاك باستخدام الذكاء الاصطناعي، لاسيما أن دبي خطت خطوات مهمة في هذا المجال من حيث أنظمة المباني، وهناك رغبة في تطبيق الأنظمة المتطورة للترشيد من استهلاك المباني للطاقة في عدد من المدن الإماراتية الأخرى قريباً. وأضاف المزروعي، في رد على سؤال عن التحديات التي تواجه مستقبل قطاع إنتاج الطاقة، أن الأمر يعتمد على سلوك وتصرف المستهلكين، بمعنى أن ذلك السلوك قد يكون معززاً أو معرقلاً، داعياً إلى ضرورة وضع استراتيجية والتخطيط على المدى البعيد لأي قطاع، حيث إن وضع استراتيجية عشرية كحد أقصى لمسيرة التنمية ليس كافياً لرسم المستقبل، بل يجب وضع خطط للمستقبل، مثلما فعلت الإمارات حين وضعت خططاً لعام 2071، حيث إن (الخطط العشرية لدولة الإمارات هي زمن قريب جداً)، وكذلك أن تنظر الدول للحلول للمشاكل التي تواجهها في مجال إنتاج الطاقة، وألا تتحدث وتستغرق في المشاكل التي تواجهها في الإنتاج. فيما دعا سيرجيو بيمنتا، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في مؤسسة التمويل الدولية، إلى ضرورة التفكير في أن يكون المستقبل لاستخدام الطاقة الخضراء، بمعنى توليد الطاقة من المصادر غير الضارة بالبيئة، مشيداً بتوجه دولة الإمارات إلى مصادر الطاقة النظيفة، وريادتها في كثير من المجالات الخاصة بالاستثمار في مصادر الطاقة البديلة، وتنفيذ عدد من المحطات لإنتاج الطاقة الشمسية في الكثير من دول العالم، كاشفاً عن وجود تعاون بين الإمارات وصندوق النقد الدولي في هذا المجال. بدوره، قال جو كيزر، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس العالمية: «إن الطاقة المتجددة يجب أن تكون هي المستقبل، خاصة أنها غير مكلفة، كما يجب أن يتم استغلالها في تشغيل وسائل النقل الجماعي»، معرباً عن تطلعه لأن يكون العالم في عام 2100 خالياً من الانبعاثات الكربونية التي تضر بالبيئة. وأشاد كيزر، بالأفكار والتجارب الإماراتية في مجال إنتاج الطاقة النظيفة، داعياً إلى تطبيق تلك التجارب في الدول الأخرى واتخاذها كنموذج للمستقبل.

مشاركة :